أيهما أفضل الوظيفة الثابتة أم العمل الحر؟ ما الذي يجب أخذه بعين الاعتبار؟
العناوين الرئيسية للمقال
أيهما أفضل الوظيفة الثابتة أم العمل الحر؟
مقدمة
لقد انتهت مرحلة الدراسة الجامعية، وحان الوقت للانتقال من مقاعد الدراسة إلى العالم الحقيقي، ولكن ما الذي تطمح إليه؟ أتطمح للعمل بوظيفة تقليدية بدوام كامل تستغرق 8 ساعات في اليوم ل خمسة أيام؟ أم أن تبدأ في العمل الحر؟
القوى العاملة تتغير بدون أدنى شك، حيث يشكل المستقلون في الوقت الحالي نسبة هائلة من القوى العاملة من الولايات المتحدة تبلغ 35% وإضافة الى ذلك من المتوقع أن ترتفع حتى ٥٠% في عام 2020، أي أن ما كان يعتبر طريقة غير مستقرة وغير ثابتة لكسب لقمة العيش قد تحول إلى مسيرة مهنية كاملة، وفي الحقيقة، يكسب المستقلون في عملهم أكثر من متوسط دخل العمال في معظم البلدان، وإضافة إلى ذلك أسلوب الحياة الذي يروق لجيل الشباب لأسباب عديدة.
مع ذلك، هل متابعة العمل الحر هي فكرة حكيمة للخريجين الجدد، أم إنه من الأفضل لهم أن يكتسبوا بعض الخبرة التقليدية في حياة العمل الحر؟
إن وضع قائمة للمزايا والعيوب لكلا الاختيارين يجعل الأمور أكثر وضوحاً. لذلك سنلقي نظرة على الإيجابيات والسلبيات التي يجب على الخريجين أخذها في الاعتبار عند الاختيار بين العمل الحر والعمل بدوام كامل بعد التخرج.
عيوب العمل الحر
-
شبكة مهنية صغيرة
يوضح شاري هارمل “مدرب التوظيف في”SH career coaching and consulting ” أن الخريجين الجدد عادة لا يكون لديهم ما يكفي من الخبرات المهنية لبناء الشبكة المطلوبة، حيث يعد العثور على العملاء هو أصعب أجزاء العمل الحر على أرض الواقع، ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للطلاب لأنهم يقضون معظم وقتهم في الفصل الدراسي بدلاً من الخروج إلى عالم الأعمال وصنع العلاقات.
منطقياً، إن لم يكن لديك مهارات أو علاقات عامة فمن الصعب أن تبدأ كعامل مستقل، هذا ما شرحته الكاتبة المستقلة ليلي هرمان والتي عملت في (تين فوغ Teen Vogue، ألورAllure، غلامورGlamour، Refinery29) والعديد من المجلات العالمية حيث عملت بوظيفة بدوام كامل لمدة تسعة أشهر خارج الكلية قبل الانتقال إلى العمل الحر بدوام كامل وقد أعطاها ذلك الكثير من الخبرات أثناء فترة دراستها.
وقد أضافت أيضاً أن الحصول على عمل ثابت بدوام كامل في بداية حياتك يتيح لك بناء مهاراتك وعلاقاتك مع تجربة جديدة من جهة أخرى.
-
الدخل غير الثابت
تعد الموارد المالية أحد الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فعند حصول الخريجين على شهاداتهم مع الكثير من ديون القروض الطلابية فإن التفكير بالمال أمر لابد منه، وقد يكون الافتقار إلى دخل ثابت أمراً صعباً للغاية، وخاصة عندما لا يمتلك الشاب المهني المقدرة على ادخار المال.
بصرف النظر عن شيكات الرواتب، يوضح هارمل العديد من الأسباب الأخرى التي قد يقلق حيالها الخريجون الجدد حول العمل الحر بدءاً من تكاليف الرعاية الصحية وعدم مطابقة صاحب العمل لحساب مدخرات التقاعد، وهنا يأتي دور العمل التقليدي بدوام كامل مع بعض الامتيازات المالية الكبيرة التي تستحق الدراسة.
-
قلة الوعي الذاتي
بينما قد يشعر الخريجين الجدد بأنهم حققوا إنجازاً مبهراً إلا أنه لا يزال لديهم الكثير لتعلمه عن مهاراتهم ونقاط قوتهم الفريدة.
“يحتاج الخريجون إلى الوقت ليعرفوا أنفسهم بشكل أفضل، ماذا يحبون، ماذا يقدرون، وما الذي يعطي لحياتهم معنى، ماهي نقاط القوة الفريدة التي يمتلكونها، فإن معرفة الذات تحتاج وقت لتتطور وتساهم في قرار الشخص سواء كان يعمل لحسابه الخاص أم لا وماهي الخدمات أو المهارات التي يقدمها للعملاء المحتملين.
هذا هو الشيء الذي ألهم هيرمان لقبول عمل بدوام كامل بعد التخرج على الرغم من حقيقة أنها تتمتع بالفعل بعمل مستقل ثابت ناجح ومربح أثناء وجودها في الكلية.
“أنا أعلم أنني قد كنت سأعيش حياة جيدة كعاملة مستقلة، ولكن لا تستطيع تحديد الموقف الأفضل حتى تجرب الخيارات والفرص الأخرى المتاحة، ولأنني قمت بذلك ليس لدي أي ندم”.
مزايا العمل الحر
-
المرونة في الوقت
“أعتقد أن عدداً أكبر من خريجي الجامعات يفكرون في العمل الحر كخيار لزيادة دخلهم أثناء القيام بشيء يستمتعون به ” كيم بيلوك، مدرب توظيف.
“حيث لديهم مرونة في جداولهم الزمنية”
هذا هو واحد من أكبر ميزات العمل الحر، حيث يريد 74% من جيل الألفية جداول عمل مرنة ( و 43 % سيغيرون الوظائف لمزيد من المرونة )
ويمكن أن يبدو العمل الحر وكأنه حلم أصبح حقيقة للخريجين الجدد الذين يخافون من العمل بدوام كامل.
في تقرير (Slash workers) الصادر عن (Fiverr workspeace)، كانت المرونة هي السبب الثاني وراء اختيار الأشخاص العمل الحر ( 27% من صاحبي الإحصائية ) بعد التنمية الذاتية .
-
التحكم بالتطور المهني
هنالك شيء أخر يتوق إليه الخريجون ألا وهو السيطرة على مسار حياتهم المهنية، وقد ذكر 87 بالمئة من جيل الألفية أن التطور المهني أو فرص التطور الوظيفي مهمة جداً بالنسبة لهم.
يوضح هارمل:”إذا لم تمنحهم الشركة هذه الفرص للنمو كمحترفين فسيبدؤون البحث عن وظيفة أخرى”
يبدو جيل الألفية مقارنة بين موظفي مواليد ( 1946_1964) و حتى مواليد بداية الستينات و الثمانينات أكثر إزعاجاً كعاملين في الوظائف المؤقتة من الموظفين المخلصين للشركة على المدى الطويل.
ولكن كعامل مستقل لديك الاستقلالية والمرونة لإيجاد وقبول المشاريع التي تهمك وتدفعك نحو الاتجاه الذي تريده بشدة.
ولكن مع ذلك، فقد لا يكون العمل الحر بعد التخرج من الكلية بالضرورة هو الحل الأمثل للتقدم، وحتى هيرمان نفسها التي تركت المدرسة لمدة سنة فقط وتملك وظيفة مستقلة مزدهرة بدوام كامل تنبه الخريجين الجدد بتوخي الحذر إلى حد ما.
كما تقول أيضاً “أود أن أوصي بشدة الخريجين الجدد أن يبدؤوا عمل بدوام كامل مستقل إن كانوا قد عملوا بها في السابق، أو أنهم محترفون في مهنتهم إذا كان هذا معيار الصناعة”.
هل هذا يعني أن الخريجين الجدد عليهم التخلي عن حلم العمل الحر بشكلٍ كلّيِ؟
بالطبع لا، بدلاً من ذلك قد يكون من الأفضل البدء بشكل جانبي بهدوء قبل وضع كل إمكانياتك في العمل الحر.
تضيف هيرمان “إذا كنت قادراً على تولي العمل الحر بدوام جزئي بالإضافة إلى وظيفة بدوام كامل، فأنا أقول لك أن تفعل ذلك”.
ومع ذلك فإنها توصي أيضاً بأن يقوم العاملون بدوام كامل بتفقد أصحاب العمل قبل قبول عرض العمل لألّا يقحموا أنفسهم بالمشاكل.
“أعتقد أن العمل الحر قد يكون طريقة رائعة لاكتساب بعض الخبرة ذات الصلة عند البحث عن شيء أكثر استقراراً أو قد يوفر المرونة لأخذ أجر منخفض مع إمكانية المعيشة “.
يؤكد بيلاوشك “أعتقد أنَّه كلما زادت خبرات الأشخاص زادت إمكانيتهم للتسويق “.
-
إيجاد الطريق
لا تعتقد هيرمان أن وضعها الأخير كخريج قد أثر على نجاح مسيرتها المهنية المستقلة، وهي نقطة مدعمة بالعديد من الخطوط التوضيحية المثيرة للإعجاب رغم كل ما قيل.
“لأنني كنت أعمل بشكل مستقل لفترة طويلة عندما كنت لا أزال في الكلية، ولم يكن يعلم معظم الناس بأنني طالبة جامعية، ولا يدركون أنني تركت المدرسة لمدة سنة ولا يؤثر ذلك على ثقتي على الإطلاق، وأعلم أنّني أقوم بذلك منذ مدة طويلة وهذا ما يصنع فرقاً كبيراً”
وفيما يتعلق بالنقاش الكبير حول العمل الحر للخريجين الجدد لا توجد إشارة واحدة واضحة حيث يتعلق الأمر بتحليل وضعك وتحديد طريقك الخاص.
-
خاتمة
وفي الختام “يتعلق العمل الحر بالممارسة والوقت الذي تقضيه في العمل في مهنتك، في حالتي كلما كتبت أكثر وقدمت للعملاء، زادت الأخطاء التي ارتكبتها والدروس التي تعلمتها في وقت مبكر، وهذا يأتي مع الممارسة، وليس العمر، في هذه المرحلة عملي يتحدث عن نفسه”
ترجمة: ريما بصيص
تدقيق: تالا مسعود
تصميم: آية شدود
المصدر: https://workspace.fiverr.com/blog/freelance-full-time-9-5-new-grads-consider/
جديد مقالاتنا
- أهم أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى
- مستقبل العمل: دمج الذكاء الاصطناعي مع العمل الحر
- سوق العمل : 5 خطوات من أجل الدخول لسوق العمل بقوة
- رحلة التخطيط الوظيفي من الجامعة حتى المسار المهني
- كيف تختار التدريب الأكاديمي الأفضل لمسيرتك
- أسباب الرفض في المنح الدراسية، مع أفضل الحلول
- دليلك في كتابة المحتوى: أهم الأخطاء الشائعة، ونصائح لتجاوزها