ما هي أهم استراتيجيات استخدام الأدوات الرقمية للطلاب عبر الإنترنت؟

تضمّنت سلسلة الندوات السنويّة الثانية عبر الإنترنت حول استراتيجيات النجاح التي استضافتها المؤسسة الأكاديمية “Every Learner Everywhere” في كانون الثاني من عام 2022 العديد من العروض التقديمية من قادة الكليات والجامعات حول زيادة مشاركة الطلاب عبر الإنترنت وقد أكّدوا بشكل جماعي أن طرق زيادة المشاركة هي المفتاح لضمان المساواة للطلاب الصغار والمتضررين من الفقر في بيئات التعلم الرقمية. وعلى غرار السلسلة التي جرت عام 2021 فقد تضمنت ندوات 2022 لاستراتيجيات النجاح عبر الإنترنت أعضاء هيئة التدريس ومصممي التعليم ومتخصصي التعلم الرقمي وخبراء المؤسسات الذين يقدمون مناهج عملية لمجموعة متنوعة من تنسيقات التدريس.

إنشاء تجربة ترحيب على الإنترنت

بمجرد دخول الطالب إلى مساحة التعلم – سواء شخصياً أو عبر الإنترنت – يجب أن يشعر وكأنه في المكان المناسب وأنك موجود لمساعدته على تحقيق النجاح بغض النظر عن خبراته التعليمية السابقة أو خلفيته.
أما في استراتيجيات النجاح في التدريس والتعلم عبر الإنترنت فقد شجع فلاور داربي، المؤلف المشارك لـ Small Teaching Online: Applying Learning Science in Online Classes
المدربين على التفكير في جميع الطرق غير اللفظية للتعامل مع الطلاب في الفصل من أجل جعلهم يشعرون بالترحيب. على سبيل المثال، يمكنك استخدام الصور والألوان وتصميم الرسوم الأساسي لجعل الفصل يشعر بالدفء، وأن توصي أيضاً بإضافة تسميات توضيحية ونص بديل إلى جميع الصور ومقاطع الفيديو من أجل إيصال أن الفصل الدراسي الرقمي سيكون في متناول الجميع وشامل للجميع.
بافتراض أنك قد صممت بالفعل منهجك الدراسي ليشمل تجارب ووجهات نظر متنوعة، يمكنك الإشارة إلى أنه من خلال تضمين صور المؤلف والإشارات المرئية الأخرى سيتم الترحيب بالأصوات المتنوعة في الفصل الدراسي.

دعوة الطلاب إلى التواصل

أكد الدكتور جيريميا ج. سيمز ، المدير السابق لقسم الأسهم لكلية سان ماتيو، في حديثه كيف أن بناء علاقات حقيقية مع طلابك يمكن أن يساعدهم على النجاح، قال: “لا يمكنك حتى رؤية تألق طلابك إذا لم يكونوا بعد في مكان يشعرون فيه بالراحة لمشاركته معك”.
يلاحظ سيمز أهمية العلاقة بشكل خاص في مشاركة الطلاب عبر الإنترنت، نظراً لأن الطلاب لا يرون دائماً المدرسين كأشخاص حقيقيين، يقول: “كلما أظهرنا لطلابنا أننا أناس حقيقيون، زاد تواصلهم معنا ومن المتوقع أن يحقق هذا الترابط الإنجاز الأكاديمي والمثابرة”.
تتمثل إحدى طرق استخدام الأدوات الرقمية لبناء علاقة في بدء كل دورة تدريبية جديدة بمقدمة سريعة لنفسك، سواء كانت بضع شرائح في بداية المحاضرة، أو فيديو “عني” في بداية فصل دراسي غير متزامن.
قم بتضمين أكبر قدر من التفاصيل التي تشعر بالراحة عند مشاركتها، مثل الحيوانات الأليفة والهوايات ووجهات السفر المفضلة والأشياء الأخرى التي يمكن أن تساعد الطلاب على التواصل معك.

إعادة صياغة التقييمات التكوينية للمشاركة

قدم مصمما التدريس بجامعة ولاية كولورادو تونيا “بوكان وجنيفر تود”، طرقاً عمليّة لجعل الطلاب مشاركين نشطين في تعلمهم في عرضهم التقديمي حول التقييمات التكوينية.
أشار تود إلى أن استخدام التقييمات التكوينية بشكل استراتيجي يمكن أن يساعد المدرسين في إحداث تحول مهم في العقلية: “بدلاً من التفكير في ما الذي سأدرسه اليوم؟ يمكنك التبديل إلى التفكير ما الذي سيتعلمه الطلاب اليوم؟ ” قام بوكان وتود بتوجيه المشاركين عبر ورقة عمل تساعد في تحديد الأماكن في الدورة لاستخدام التقييمات التكوينية وتطوير النوع المناسب لتحقيق الهدف وتنفيذه.
أشارت بوكان إلى أن أعضاء هيئة التدريس يخبرونها أحياناً أنه ليس لديهم وقت لإجراء التقييمات التكوينية بسبب حجم المحتوى الذي يحتاجون إلى تغطيته، قالت بوكان: “إجراء التقييمات التكوينية هو وسيلة لمعالجة بعض هذا المحتوى”.

قم بقياس درجة الحرارة بانتظام

اقترح البروفيسور جويل أميدون من جامعة ميسيسيبي في ندوته عبر الويب، “بدءاً من المتعلم: التدريس الشامل كالتدريس بالعدالة الاجتماعية” أفكاراً متعددة للمعلمين لالتماس التعليقات وبناء العلاقات مع الطلاب خلال الدورة التدريبية. إذ إنه يستخدم جداول بيانات Google لإنشاء شبكات محادثة تحتوي على مطالبات مثل “إذا كان لديك مليار دولار، فما هي المؤسسة الخيرية التي ستتبرع لها؟” أو “إذا كان بإمكانك تناول العشاء مع أي ثلاثة أشخاص من التاريخ، فمن ستدعوه؟”
كل أسبوع، يقدم البروفيسور أميدون للطلاب دافعاً جديداً، ثم يستجيب لإجاباتهم، قال: “لقد أصبحت مدرساً أفضل لأن لديّ معرفة أكثر بقليل عن تجاربهم”.
ومن الأمثلة الأخرى التي قدمها هي تضمين وحدة تسجيل وصول أسبوعية كجزء من الدورة التدريبية عبر الإنترنت؛ حيث يمكن للطلاب مشاركة خبراتهم خلال الأسبوع وطرح أسئلة حول الدورة التدريبية نفسها.
كما أوصت داربي بإجراء دراسات استقصائية منتظمة لالتماس التعليقات إذ اقترحت تنسيق “توقف، ابدأ، تابع”.
اطلب من الطلاب الرد بشيء واحد يريدون أن يتوقف الفصل عن فعله، وشيء يريدون البدء في القيام به، وشيء يريدون الاستمرار فيه.
مثال آخر على السؤال الذي اقترحت طرحه هو “ما الذي أفعله في هذا الفصل ويجعلك تشعر بالاستبعاد؟”

استخدم المناهج التعليمية التكيفية لإشراك الطلاب في احتياجاتهم الفريدة

استفد من الأدوات الرقمية لمساعدة الطلاب على المشاركة في المواد بغض النظر عن مستوى معرفتهم السابق.
اقترح الدكتور كيري ماكفارلاند والدكتور هارموني تاكر من جامعة ولاية كولورادوفي عرضهم التقديمي حول المناهج التعليمية التكيفية طرقاً مختلفة لاستخدام الأدوات الرقمية لدعم الطلاب في مراحل مختلفة:
قبل بدء الحصة تأكد من أن الطلاب لديهم المهارات الأساسية لفهم المواد من خلال مطالبتهم بأخذ دورة تدريبية مصغرة. أولئك الذين لا يحتاجون إلى أي مراجعة ينتقلون إلى الوحدات الأكثر صلة بهم، بينما يحصل أولئك الذين يحتاجون إلى تجديد المعلومات على وقت للعمل من خلال المهارات فقد حان الوقت لحل المشكلة.
خلال الفصل: شجع على المشاركة في الفصل واحصل على تعليقات في الوقت الفعلي باستخدام أجهزة النقر والاستطلاعات استخدم أداة للطلاب لنشر التعليقات أثناء الفصل والسماح لهم بالتفاعل مع تعليقات بعضهم البعض.
استخدم بعد الفصل المناهج الدراسية التكيفية كجزء من الواجب المنزلي لمساعدة الطلاب على إتقان المهارات الأساسية أو تطبيق تلك المهارات الأساسية على حل المشكلات الأكثر تقدماً، حدد الوحدات التي يبدو أن الطلاب يواجهون صعوبة في التعامل معها، ثم تواصل مع الطلاب الذين يبدو أنهم بحاجة إلى مساعدة إضافية.
كانت هذه مجرد حفنة من الأفكار حول مشاركة الطلاب عبر الإنترنت والتي طرحها مقدمو العروض حول استخدام الأدوات الرقمية لإشراك الطلاب.
شاهد البرامج التعليمية على الويب لمعرفة المزيد، وتأكد من الاشتراك في النشرة الإخبارية لكل متعلم في كل مكان للتعرف على سلسلة استراتيجيات النجاح المستقبلية.

المرجع:

Jessie Kwak, 5 practical strategies for using digital tools to increase online student engagement (May 2022), everylearner everywhere,

ترجمة: هناء القناطري
تدقيق: صبا ضعون
تصميم: كرم فرحة