الألعاب التحفيزية والتعليم المصغر

تعتبر استراتيجيات الألعاب التحفيزية والتعلّم المصغر تقنيات تعلم إبداعية خلاقة تساهم بتقديم تجارب تعلّم ممتعة، وإن استخدام هاتين التقنيتين معاً يسهم بتقديم تجارب تعليم تفاعلية تحاكي عملية تعليمية للمتعلمين.

التعلم المصغر مع الألعاب التحفيزية من أجل تعليم تفاعلي

التعلم المصغر مع الألعاب التحفيزية من أجل تعليم تفاعلي

غيرت التكنولوجيا في أيامنا هذه إلى حد بعيد الطريقة التي تدرب بها المؤسسات موظفيها، حيث ولّت الأيام التي كانت تجري فيها المؤسسات جلسات تدريب شخصية مباشرة وجافة ومملة لا نهاية لها باستخدام كتيبات إرشادية معقدة، تم تدريجياً استبدال منهجيات التعليم التقليدية كتلك القائمة على بيئة الصف الدراسي باستراتيجيات التعلم الحديثة، شهد قطاع التعلم الإلكتروني بمرور السنوات نقلة تكنولوجية إيجابية ساهمت بتطويرعملية التعلم.

وفي أيامنا هذه فإن جميع المؤسسات تقدم جلسات تدريبية عبر الإنترنت نظراً لكونها مباشرة ومختصرة وأكثر تأثيراً، ويستخدم محترفو التطوير والتعليم في الوقت الحالي مزيج الألعاب التحفيزية والتعلم المصغر لرفع مستوى مشاركة وانخراط المتعلم ومساعدته في بقاء المعارف المكتسبة خلال عملية التعلم، تلجأ معظم المؤسسات إلى الدمج مابين الألعاب التحفيزية والتعلم المصغر لأنه يضيف القليل من المرح والتفاعل إلى محتوى التعلم الإلكتروني، وبالتالي يقدم تجارب تعلم غنية ومنظمة بعناية للمتعلمين، تشجع تجربة التعلم هذه الموظفين على الانخراط والمشاركة على نحو أكثر فعالية، لنتعمق ببحثنا أكثر ونعرف كيف بإمكان التعلم المصغر والألعاب التحفيزية أن ترفع مستوى أداء وتقدم الموظفين.

التعلم المصغر: استراتيجية تعلم جبارة

وفقاً لمجلة علم النفس التطبيقي فإن أسلوب التعلم المجزأ يجعل المتعلمين يتعلمون بشكل فعال بنسبة تقارب 17%، توضّح أبحاث عديدة أن المتعلمين لا يمكنهم أن يلتزموا بأكثر من 24 دقيقة تعلم بالأسبوع، وهذا هو سبب كون التعلم المصغر قد ازداد شعبية وأهمية خلال فترة قصيرة، إن التعلم المصغر هو عبارة عن منهجية تعلم الكتروني تقوم على تجزئة محتوى التدريب إلى أجزاء صغيرة قصيرة ومتكررة ومباشرة، إحدى الخصوصيات المميزة للتعلم المصغر هو إمكانية تجزئة المفاهيم المعقدة إلى جزئيات أصغر وأكثر قابلة للفهم، وكل جزئية من هذه المعلومات لها هدف وثيق الصلة بالموضوع ونتائج تعلم مضبوطة.

يقدم التعلم المصغرعلى نفيض التعلم التقليدي عملية تعلم محددة بدقة لتلبية أهداف تعلم معينة.

لنشرح الأمر باستخدام مثال:

ماذا تفعل عندما تريد أن تصلح أداة معطلة؟ جميعنا نلجأ للبحث في غوغل أو يوتيوب عن شرح يجيب عن السؤال المطلوب بما لا يتجاوز 10 دقائق، هذا بالضبط ما يقوم به التعلم المصغر في التعلم الإلكتروني، إنه يوجه المتعلمين من خلال تزويدهم بكل المعلومات اللازمة بسرعة وسهولة.

توزع الشركات عادة مصادر التعلم المصغر لتجعل الموظفين قادرين على التعلم بشكل مستقل عندما يحتاجون مصدر معين، تجعل تجربة التعلم هذه الموظفين يشاركون أكثر في محتوى التدريب، يؤكد التعلم المصغر أن محتوى التدريب يجب أن يتوافق مع احتياجات الموظفين، بالإضافة إلى ذلك عندما يتم دمجه مع التعليم المتنقل، فإن التعلم المصغر يجعل محتوى التعليم أكثر فعالية عن طريق نشره عبر الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لتأمين الوصول لموظيفك في أي مكان وأي وقت.

كيف تعمل استراتيجية التعلم المصغر؟

كيف تعمل استراتيجية التعلم المصغر؟

تستند استراتيجية التعلم المصغر على الركائز الأربع التالية:

1- التعلم المتنقل:

إن استراتيجية التعلم المصغر الفعالة هي التي تسمح للموظفين أن يتعلموا أثناء تنقلهم، يمكن للموظفين أن يتعلموا من أجهزتهم النقالة في أي وقت وأي مكان بما يتناسب معهم دون الحاجة للانتظار لجلسات تدريبية وفق مواعيد محددة.

2- التوجه نحو الاهتمام بالموظف

يتبع التعليم المصغر نهج توجيه اهتمام أكبر نحو الموظف عن طريق تقديم فرص اختيار مصادر التعلم المناسبة لهم، بالإضافة لذلك قد يكون لمصادر التعلم هذه تأثير قوي على جذب انتباه واهتمام الموظفين، ونظراً لكون المصادر قصيرة وسلسة فإنها قادرة على جذب انتباه الموظفين خلال مدة قصيرة.

3- مصادر تعلم متنوعة:

التعلم المصغر التشاركي يستخدم مصادر تعلم عديدة مثل مقاطع الفيديو والمؤثرات البصرية والرسوم البيانية والتقييمات والمحاكاة والصوتيات والمزيد أيضا من أجل جذب انتباه الموظفين وتشجيعهم على المشاركة بشكل أكبر في عملية التعلم.

4-  تعلم تفاعلي هادف:

تبين عند استخدام التعلم المصغر أن محتوى التدريب ازداد متعة ولفتاً للانتباه كما أنه أصبح تفاعلي أكثر لأنه يسمح للموظفين بأن يلقنوا أنفسهم المهارات والمعلومات الجديدة بشكل فعال قبل أن يبدؤوا بتطبيقها.

الألعاب التحفيزية:

يشير مصطلح الألعاب التحفيزية إلى استخدام ميكانيكات قائمة على الألعاب وعناصر جمالية وفنية من أجل تعزيز عملية التعلم والمشاركة ومهارات حل المشكلات لدى الموظفين، تطبق الألعاب التحفيزية في حالة التعليم الإلكتروني تقنيات تصميم الألعاب من أجل زيادة دافع والتزام ودقة ومشاركة الموظفين تكمن مقدرته في تعددية الجوانب القابلة للتطبيق على أغلبية متطلبات التدريب التشاركية، إن الألعاب التحفيزية في التعلم الإلكتروني تستفيد من سرد القصص لتأسيس مسيرة تعلم مليئة بالتحديات الممتعة، يتم مكافأة الموظفين الذين يكملون مسيرة التعلم هذه بشارات وشهادات ونقاط والمزيد أيضاً.

بعض العناصر الحاسمة الرئيسية لمنصات التعليم باستخدام الألعاب التحفيزية تتضمن مايلي:

1- النقاط

2-الشارات

3- الشهادات

4- مراجعة وتقييم ثابت وفوري

5- أسماء المتصدرين

أهمية التدريب القائم على الألعاب التحفيزية:

أهمية التدريب القائم على الألعاب التحفيزية:

في ظل البيئة المتسارعة والتنافسية في أيامنا هذه، يمكن ببساطة تشجيع الموظفين من خلال تقديرهم وتقديم المكافآت، هذا بالضبط ما تقوم به الألعاب التحفيزية، إنها تلائم استراتيجية التعلم الخاصة بك لتعطي القيمة والأهمية للموظفين والمؤسسة من خلال:

1- مشاركة أكبر من قبل الموظفين، مؤدية إلى قدرة أكبر على تذكر المعارف وإنتاجية أعلى.

2- بيئة صحية وآمنة حيث يشعر الموظفون بالحماس للحصول على مجموعة المهارات اللازمة.

3- يقدم تقييمات فورية لرفع مستوى أداء الموظفين.

4- يدعم ويسهل التطور السلوكي من خلال تكرار واسترجاع المعارف على فترات متباعدة.

واليوم أصبحت الألعاب التحفيزية جزء لا يتجزأ من استراتيجيات التعلم والتدريب التشاركي، استعرضت الألعاب التحفيزية نجاح مقدرتها على التأثير بسلوك الموظفين بشكل إيجابي.

الألعاب التحفيزية والتعلم المصغر: تقديم تدريب هادف:

تبين أن دمج الألعاب التحفيزية مع التعلم المصغر هو تركيبة مثالية للتدريب التشاركي، يمكن استخدام التعلم المصغر في كلا نوعي التدريب الرسمي وغير الرسمي لرفع أداء الموظفين، إن الألعاب التحفيزية جنبا إلى جنب مع التعلم المصغر تحسن من جودة التدريب من خلال 4 أساليب فعالة:

1– زيادة المشاركة:

إن التعلم المصغر والألعاب التحفيزية هي من بين استراتيجيات التعلم الرقمية الأكثر فعالية والتي تساهم بتحسين مشاركة الموظفين من تلقاء أنفسهم، تؤجج الألعاب التحفيزية الفضول في أذهان الموظفين من خلال استخدام ميكانيكات قائمة على الألعاب، بينما يركز التعلم المصغر على تقديم معلومات مجزأة صغيرة ومختصرة للموظفين بهدف زيادة ترابطهم وتركيزهم.

2- القدرة الجيدة على حفظ واستبقاء المعلومات والمعارف:

يعتبر مزيج التعلم المصغر مع الألعاب التحفيزية استراتيجية هادفة تركز على هدف تعليمي واحد في كل مرحلة، هذا النهج الهادف يعزز من مقدرة الموظفين على حفظ المعارف التي تم تدريبهم عليها بالإضافة إلى قدرات أخرى، وكون وحدات التعلم المصغر ذي الألعاب التحفيزية قصيرة فإنه بإمكان الموظفين فهم المحتوى وتحليل أنفسهم بشكل مستقل. إنها تجعل عملية التعلم سهلة وأكثر توفيرا للوقت، وبالتالي تساعد في تذكر المهارات والمفاهيم التي تم تعلمها.

3- التعلم من خلال اللعب:

يعتبر التعلم ناجح عندما يتم تحفيز الموظفين، يغذي التعلم المصغر القائم على الألعاب التحفيزية الفضول لدى الموظفين ليساعدهم على تحقيق أهداف تعلمهم. تزيد استراتيجية التعلم المصغر القائم على الألعاب التحفيزية من رغبة تعلم الموظفين من خلال جعل الموظفين تنافسيين ومنتجين.

4- معالجة سريعة للمعلومات:

يتبع التعلم المصغر القائم على الألعاب التحفيزية نهج توجيه الاهتمام للموظف لكي يتكيف مع مجال انتباه المتعلم الحديث القصير الأمد، توفر هذه الاستراتيجية للموظفين محتوى تدريب ممتع لديه القدرة على أسر انتباه الموظفين لمدة 5 دقائق كافية من أجل معالجة وتخزين المعلومات المطلوبة.

 يجب على المنظمات تطوير استراتيجيات تدريب هادفة لكي تبقي على موظفيها متحفزين وترفع مستوى أدائهم، يعتبر مزيج التعلم المصغر مع الألعاب التحفيزية مثالي لزيادة إنتاجية الموظفين وخلق بيئة تعلم صحية ومثالية.

ولمعرفة المزيد حول فوائد التعليب (Gamification) على التعليم الالكتروني وكيفة استخدمها في تطوير هذا التعليم، فإن يمكنك الاطلاع على مقالاتنا التالية حول هذا الموضوع

 المرجع: https://bit.ly/3CEjVwd

ترجمة: هند صالح.

إخراج وتدقيق: عشتار الرصيص.

منشور: إلهام عيسى.

تصميم: عدنان الخطيب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *