سنناقش في هذا المقال البيانات الضخمة والميزات الهائلة التي تقدمها للمهنيين وتأثيرها على مستقبل قطاع التعلم الالكتروني.

حيث يعتبر التطور المستمر للتعلم الالكتروني أحد جوانبه المميزة في الوقت الحاضر، فبفضل ظهور التكنولوجيا ونماذج تخطيط وتصميم تعليمية مطوَرة باتت احتمالات ورؤى مستقبل التعلم الالكتروني لا تعد ولا تحصى، تعتبر “البيانات الضخمة” أحد المفاهيم الجديدة والرائجة في مجتمع التعلم الالكتروني مؤخراً وهنا يبرز التساؤل التالي:
ما هي البيانات الضخمة على وجه التحديد وكيف تفيد قطاع التعلم الالكتروني؟

ماهي البيانات الضخمة؟

إن البيانات الضخمة التي تخص قطاع التعلم الالكتروني هي البيانات التي تتولد عن المتعلمين وهم ينجزون كورس تعليمي الكتروني أو وحدة تدريبية، فعلى سبيل المثال إذا كان الموظف يتعامل مع وحدة تدريب تتعلق بسياسات الشركة فإن تقدمه/ها ونتائج التقييم والمشاركة الاجتماعية وأي بيانات أخرى تتولد خلال الكورس هي “البيانات الضخمة”.
يقوم كل من نظام إدارة العملية التعليمية وأداة التأليف الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة وغيرها من الأدوات التي تم إعدادها من قبل المؤسسة أو محترفي التعلم الالكتروني بجمع البيانات.
لا ينطبق اصطلاح “البيانات الضخمة” فقط على حجم البيانات بحد ذاتها وإنما على كل جزئية منفردة من البيانات التي تم جمعها، يمنح تحليل جزئيات البيانات هذه للمؤسسات أو محترفي التعلم الالكتروني الفرصة لتحديد الكيفية التي يكتسب من خلالها المتعلم المعلومات ومدى سرعته وأيضاً تحديد المشكلات المحتملة ضمن استراتيجية التعلم الالكتروني بحد ذاتها.

5 فوائد تقدمها البيانات الضخمة لمحترفي التعلم الالكتروني

هناك الكثير من الفوائد التي تقدمها البيانات الضخمة لمُحترفي التعلم الالكتروني ولجمعها القدرة على التأثير في مستقبل التعلم الالكتروني وتغيير طريقة تحليل وتقييم تجربة التعلم الالكتروني.
إليكم بعض أهم الفوائد المتعلقة بالبيانات الضخمة:

1. تسمح لمُحترفي التعلم الالكتروني بفهم الكيفية التي يستوعب من خلالها المتعلمون المعلومات وتحديد الاحتياجات التعليمية التي تستقطبهم، فعلى سبيل المثال تسمح البيانات الضخمة للمحترفين بتحديد فيما إذا السيناريو الواقعي التطبيقي أكثر فعالية من أنشطة حل المشكلات النظري.
2. تُمكن محترفي التعلم الالكتروني من تحديد الجزئيات التي يجب تعديلها ضمن كورس أو وحدة تعليمية ما، فعلى سبيل المثال إذا استغرق عدد كبير من المتعلمين وقت طويل جداً لإنهاء جزئية تعليمية معينة فهذا يعني أن الوحدة التعليمية آنفة الذكر يجب أن يتم تعديلها بحيث تصبح أكثر سلاسة.
3. تقدم دراسة تحليلية عن الوحدات التعليمية الأكثر زيارةً وفي حالة التعلم الاجتماعي تعطينا فكرة عن الوحدات أو الروابط التعليمية التي يتشاركها ويتناقلها المتعلمين بين بعضهم بعض.
   فعلى سبيل المثال يمكنك تحديد الروابط التعليمية الأكثر تداولاً في فيسبوك.
4. يتم تلقي البيانات بشكل فوري بدلاً من الانتظار لوقت طويل للحصول على التقييمات مما يعني أن محترفي التعلم الالكتروني يمكنهم الشروع بتطبيق التغييرات أو استخدام البيانات في تعديل استراتيجية التعلم الالكتروني الخاصة بهم في الحال.
5. يمكن لمحترفي التعلم الالكتروني استناداً إلى الأنماط توقع الجزئيات التعليمية التي سيواجه فيها المتعلمون صعوبات أو التي سينجزوها على أكمل وجه وبهذه الطريقة يمكنهم تطوير كورسات تعليمية تساعد المتعلمين على تحقيق أفضل النتائج.

كيف ستؤثر البيانات الضخمة على مستقبل التعلم الالكتروني

يوجد العديد من الأسباب التي تدفعنا للاعتقاد بأن البيانات الضخمة ستغير إلى حد كبير قطاع التعلم الالكتروني، فهي تسمح لمُحترفي التعلم الالكتروني بتعديل وتخصيص تجربة التعلم بحيث تقدم للمتعلمين كورسات وجزئيات تعليمية أكثر فعالية ومتعة وإفادة.
للبيانات الضخمة القدرة على التأثير في مستقبل التعلم الالكتروني أيضاً من خلال:

1- تقديم مراجعة وتقييم بالغ الأهمية

في حين ان الاستبيانات والمناقشات الالكترونية تقدم مراجعات وتقييمات فيما يتعلق بفعالية كورسات ووحدات التعلم الالكتروني فإن البيانات الضخمة من ناحية أخرى تمنح محترفي هذا التعلم فرصة الحصول على مراجعات وتقييمات مفيدة جداً قد تستخدم لتحديد المواضع التي يحتاج فيها المتعلم أو الكورس التعليمي بحد ذاته إلى تحسين، فعلى سبيل المثال إذا كان المتعلم قادر على معرفة مواطن ضعفه وتقصيره أثناء تلقيه لكورس ما يمكنه حينها العمل على تصحيح المشكلة والمضي قدماً إلى الأمام، وفي نفس الوقت في حال لاحظ المتخصص بدعم ومساعدة المتعلمين الكترونياً online facilitator أن أغلبية المتعلمين يواجهون صعوبة بجزئية أو مهمة معينة فعندها بإمكانه عمل تعديلات لتحسين أداء المتعلم.

2- تسمح لمحترفي التعلم الالكتروني بتصميم كورسات تعليمية الكترونية ذات طابع شخصي

في حال عرف محترفو التعلم الالكتروني كيف اكتسب المتعلمون المعلومات وما الذي ساعدهم فيما يخص المحتوى وطريقة تقديمه فإن هذا قد يؤدي إلى إعداد كورسات تعلم الكتروني أكثر خصوصية ومتعةً، وبناءً عليه يمكن تصميم الوحدات خصيصاً لتلبي الاحتياجات الفردية الخاصة بالمتعلم مما يسهم في تقديم تجربة تعلم مفيدة وفعالة.

3- استهداف استراتيجيات وأهداف تعلم الكتروني فعالة

تُعرفنا البيانات الضخمة في التعلم الالكتروني على الاستراتيجيات الفعالة وغير الفعالة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التعلم الالكتروني، فعلى سبيل المثال يمكنك تحديد الكورسات المساهمة بتنمية المهارات والوحدات والجزئيات التي قد تكون غير مهمة، يمكنك عندها تخصيص الكورسات للجوانب المفيدة وبذلك يحصل المتعلمون على المعلومات والاستعداد الذي يحتاجونه لتلبية أهدافهم المهنية.

4- تتبع أنماط المتعلم

يتمكن محترفوا التعلم الالكتروني بفضل البيانات الضخمة من تعقب المتعلم خلال كامل العملية من البداية إلى النهاية، بتعبير آخر يمكنك أن تعرف كيفية أدائهم لاختبار ما أو سرعة إنهائهم لوحدة تعليمية صعبة، هذا يسمح لك بتحديد أنماط تجعلك تعلم أكثر عن عن سلوكيات التعلم لكل متعلم على حدى بالإضافة لسلوكيات مجموعة المتعلمين ككل.

5- زيادة فهمنا لعملية التعلم الالكتروني

من الضروري لنا باعتبارنا مُحترفي تعلم الكتروني أن نعرف أكبر قدر ممكن عن كيفية اكتساب واستيعاب المتعلمين للمعلومات والمعارف، تمنحنا البيانات الضخمة فرصة الحصول على فهم عميق لعملية التعلم الالكتروني وكيفية استجابة المتعلمين لكورسات التعلم الالكتروني التي نقدمها لهم، يمكننا أيضاً أن نعرف في أي وقت من النهار يتعلمون بشكل أفضل أو أي طرق التقديم تسمح لهم باستبقاء المعلومات بشكل فعال، يمكن استخدام هذه المعلومات عندها للانتقال باستراتيجيات التعلم الالكتروني الخاصة بنا إلى مستوى أفضل.

باختصار إن تبني البيانات الضخمة يغير هذا النوع من التعلم بحيث يستفيد منها كل من المحترفين والمتعلمين.

المرجع:

Big Data in eLearning: The Future of eLearning Industry: https://bit.ly/3LhdMJK

ترجمة: هند صالح.

إخراج وتدقيق: عشتار الرصيص.

تصميم: خولة حسن.