هل سمعت من قبل
بالتعلم التكيفي؟!!!

مقدّمة:

تقوم أجهزة الكومبيوتر عبر خوارزمية تنظم التفاعل مع المتعلِّم بتكييف عرض المعلومات التعليمية وفقا لاحتياجات تعلم الطلاب المستمدّة من اجابتهم على الاسئلة وخبراتهم وقيامهم بالمهام، وتشمل التكنولوجيا المستخدمة جوانب مستمدة من مختلف المجالات الدراسية بما في ذلك علوم الكومبيوتر، الذكاء الاصطناعي، القياسات النفسانيّة، التعليم، علم النفس، وعلوم الدماغ، وذلك بهدف تحويل المتعلم من المستقبل السلبي للمعلومات الى متعاون في العملية التعليمية.

تعريف:

التعلّم التكيفي هو منهجية للتدريس والتعلّم تسعى لتخصيص الدروس والقراءات والتمارين التدريبية والتقييمات للطلاب الفرديين في ضوء قدراتهم الحالية وتنفيذهم.

يقوم برنامج التعلم التكيفي بتخصيص التعلم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي “لتكييف” طريقة التعلم المقدّم لطالب فردي بشكل تدريجي، بعد ذلك يمكن تحليل البيانات التي تم الحصول عليها من خلال برنامج التعلم التكيفي من قبل أعضاء هيئة التدريس والإداريين، لمراجعة احتياجات الطلاب الفرديين أو مجموعات الطلاب في الدورة التدريبية.

كما يمكنهم بعد ذلك تعديل (تكييف) التعليمات لتناسب تلك الاحتياجات خلال الفصل الدراسي، ويمكنهم مراجعة الدورة بين الفصول الدراسية.

 وبالمثل، يمكن للطلاب استخدام المعلومات حول مهاراتهم وكذلك حول أدائهم لتكييف ممارسات التعلم الخاصة بهم.

تشير برمجيّات التعلم التكيفي إلى التكنولوجيا الأساسية أو إلى منصّة يمكن إنشاء العديد من الدورات التدريبية عليها وتشير البرامج التعليمية التكيفية في كثير من الأحيان إلى مجموعة من الدروس والتمارين التدريبية في شكل رقمي لدورة فردية باستخدام تقنية التعلم التكيفي الأساسية.

 غالبًا ما يقوم ناشرو البرامج التعليمية التكيفية حول موضوع معين بتطوير مكتبة من المواد والدروس والتمارين التدريبية والتقييمات التي يمكن للمدرسين اختيارها وترتيبها وتعديلها من أجل دوراتهم التدريبية الخاصة.

كما يعتقد كل متعلم في كل مكان وشركائه في الشبكة أن التعلم التكيفي لديه القدرة على تعزيز المساواة في التعليم العالي من خلال تحسين نتائج الدورة وخفض تكلفة مواد الدورة، خاصة للطلاب السود واللاتينيين والسكان الأصليين والمتضررين من الفقر.

ومع ذلك، تأتي هذه الإمكانية مع عدد من التحذيرات، كما نناقش أدناه، يتم تقديم برامج “تكيفية زائفة” للمعلمين لا تفي بالغرض الموعود به، ويمكن للتحيز الخوارزمي أن يجعل البرمجيات أداة لتعزيز فجوات الإنصاف بدلاً من تقليلها، حتى مع وجود منتجات برمجية جيدة، فإن النتائج الإيجابية مع التعلم التكيفي تعتمد على العديد من العوامل مثل التصميم التعليمي الذي يركز على الطالب وعلى الإنصاف والتطبيق القائم على البحث.

كيف يعمل التعلم التكيفي؟

كيف يعمل التعلم التكيفي؟

على المستوى الأساسي، يقوم برنامج التعلم التكيفي بتقييم إتقان الطالب لمفهوم أو مهارة بشكل تدريجي ثم يعدّل ديناميكيًا الدرس التالي أو التمارين التدريبية المقدّمة لذلك الطالب، مما يؤدي إلى تحسين التعلم.

على سبيل المثال، تخيّل وحدة من منهاج دراسي تقدّم 10 مفاهيم جديدة، وتنتهي باختبار قصير قبل أن ينتقل الطلاب إلى الوحدة التالية.

 فلنفترض أن الفصل يضم 100 طالب وأن متوسط الدرجات المحصّلة سابقاً في هذا الاختبار هو. %70

يعلم المعلمون المتمرّسون أنه على الرغم من وجود درجات عادية، فليس هناك تفسير واضح لفقدان 30% من أسئلة الاختبار، قد يكون ذلك:

الطالب “أ” عانى من المفاهيم الثلاث الأخيرة في الوحدة.

عانى الطالب “ب ” من ثلاثة مفاهيم مختلفة.

بالنسبة للطالب “ت”، قد يكون هناك مفهوم أساسي واحد أثّر على 30 %من نتائجه.

بالنسبة للطالب “ث”، لم تكن المفاهيم “الجديدة” جديدة على الإطلاق، لذلك لم يندمجوا.

وبالنسبة للطالب “ج” ، قد لا تكون المشكلة أي صعوبة في المواد ولكن مسؤوليات الأسرة أو العمل تسببت في تفويت الدروس المهمة.

يواجه المدرس الجامعي الملتزم بالتعلم الشخصي تحديًا لفهم احتياجات كل من هؤلاء الطلاب والاستجابة لها قبل اكتمال اختبار الوحدة وانتقال الفصل إلى الوحدة التالية.

ويعمل برنامج التعلم التكيفي من خلال تحديد المفاهيم أو المهارات المعينة التي تهم تقدم كل من هؤلاء الطلاب تدريجيّاً.

كما تقوم بعض منتجات البرامج أيضًا بتقييم كيفية عمل الطلاب من خلال المواد، مع التمييز بين “بيانات الأداء” وبيانات “المشاركة” مثل عمليات تسجيل الدخول والوقت المستغرق في المهمة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقييم البيانات المتعلقة بمسارات التعلم وأداء الطلاب السابقين بعد ذلك يقدّم برنامج التعلم التكيفي ما يحدده هو كمراجعة مناسبة أو كتمرين تدريبي لكل طالب حالي.

نتيجة لذلك، سيكون لدى الطلاب الفرديين الذين يستخدمون مناهج تعليمية تكيفية مسارات فريدة وغير خطية من خلال المواد.

وسيتم تقديم الدرس الأصلي لطالب واحد حول المفهوم؛ وتوجيه آخر إلى موارد إضافية لمفهوم منفصل؛ وسيظهر تذكيرا لطالب آخر بالإضافة لعدد صغير من الأنشطة التدريبية من بنك أسئلة الاختبار.

في مثالنا الافتراضي لاختبار الوحدة، فإن برنامج التعلم التكيفي لديه القدرة على تحسين متوسط درجة الاختبار فوق المعيار المسجّل سابقاً.

في هذه الحالة، بالتالي يجب على المزيد من الطلاب إتقان المزيد من المفاهيم، والتي يجب أن تتراكم في نتائج التعلم المحسنة في نهاية الفصل الدراسي وطوال مسار تحصيل الشهادة.

وفي الوقت نفسه، يوفّر برنامج التعلم التكيفي البيانات التي يمكن للمدرس استخدامها لمراجعة الدروس قبل الانتقال إلى الوحدة التالية، والتي يمكن لكل طالب على حدي أن يستخدمها لفهم وتوجيه تقدّمه الخاص.

ما هي فوائد التعلم التكيفي؟

إذا تم استخدام التعلم التكيفي بشكل فعّال، فهو أداة لتمكين ممارسات التعلّم الشخصيّة مثل المساعدات والمرونة والتعليم والموارد المستهدفتان في دراسة لمشاريع رائدة للتعلم التكيفي بدعم من شركة (every learner everywhere).

وقد أفاد أعضاء هيئة التدريس باستخدام التكنولوجيا لدعم ممارسات التدريس القائمة على الأدلة مثل التعليقات الفورية على التمارين التدريبية، والبيانات الواضحة لأهداف التعلم، والمعلومات حول كيفية التحسين، والتقييمات التكوينية منخفضة المخاطر.

كما أن للتعلم التكيفي العديد من الفوائد المحتملة الأخرى:

  • قد يُسمح للطلاب بأن يكونوا أكثر نجاحًا وتوجيهًا ذاتيًا، فعندما يرى الطلاب بيانات من برامج التعلم التكيفية حول المهارات التي يمتلكونها والتي لم يتقنوها، فإنهم يفهمون أين يوجّهون جهودهم.
  • يسمح للطلاب بالعمل بوتيرتهم الخاصّة، متجاوزين المفاهيم التي تم إتقانها بالفعل أثناء مراجعة وممارسة المفاهيم الأخرى بشكل أبطأ.
  • يُحتمل أن يحسِّن مُشاركة الطلاب من خلال توفير الدروس والأنشطة التي تتوافق بشكل كبير مع احتياجاتهم واستعدادهم.
  • يمكن استخدامه كبديل فعّال من حيث التكلفة للكتب المدرسية باهظة الثمن.
  • يوفر هيكلًا يحافظ على أهداف الدورة والدروس والتمارين التدريبية والتقييمات بالترتيب، ويوضح للطلاب كيفية ارتباط كل عنصر من عناصر الدورة بأهداف الدورة التدريبية.
  • علاوة على ذلك، عندما يواجه الطلاب مشكلة في إتقان مفهوم ما، يمكن لأعضاء هيئة التدريس مراجعة ما إذا كانت بعض العناصر التعليمية غير متوافقة بشكل جيد مع الأهداف.
  • إنه يوفر بيانات هامة ومثالية يمكن لأعضاء هيئة التدريس والإداريين استخدامها لتحديد كيفية أداء المجموعات الفرديّة، المستهدفة في الدورة التدريبية.
  • كما تشرح هذه المقالة التي تتمحور حول تفصيل بيانات التعلم، من المحتمل أن تكون هذه أداة قوية لتحديد ومواجهة العوائق التي تحول دون الإنصاف للطلاب الأقليات والمتأثرين بالفقر.
  • إنه يمكّن أعضاء هيئة التدريس والإداريين من تقديم الدعم في الوقت المناسب والمستهدف من خلال تحديد الطلاب الفرديين، أو حتى أقسام معينة في دورة تدريبية متعددة الأقسام، والتي تحتاج إلى الاهتمام.
  • تمكن أعضاء هيئة التدريس والإداريين من إجراء تحسين مستمر من خلال مقارنة البيانات عبر الفصول الدراسيّة.

ما هي بعض الأمثلة على التعلم التكيفي؟

ما هي بعض الأمثلة على التعلم التكيفي؟

يمكن استخدام التعلم التكيفي في الفصول الدراسية وجهًا لوجه، في كل من الأوضاع المتزامنة وغير المتزامنة للفصول عبر الإنترنت، أو في التنسيقات المختلطة.

وفي التعليم العالي، غالبًا ما يستخدم في عدد كبير من الملتحقين دورات تمهيدية (gateway course) والتي تقدم دورة دراسيّة.

وتُظهر الكليات والجامعات التي دخلت في شراكة مع (Every Learner Everywhere) بدءًا من عام 2019 لتجربة استخدام التعلم التكيفي عدة أمثلة لكيفية استخدام التكنولوجيا:

  • جامعة تكساس في إل باسو (The University of Texas at El Paso): استخدمت التعلم التكيفي لإعادة تصميم العديد من الدورات في قسم الأحياء لدمج تقنيات التعلم الرقمي.
  • جامعة سنترال فلوريدا (The University of Central Florida): استخدمت برنامج التعلم التكيفي لتنفيذ المزيد من موارد التعليم المفتوحة في الدورات عبر الإنترنت في قسم اللغات الأجنبية.
  • جامعة تكساس ريو غراندي فالي (The University of Texas Rio Grande Valley): استخدمت التعلم التكيفي لزيادة ممارسات التعلم النشط في دورات الرياضيات ولتتبع التحسن بمرور الوقت للطلاب الأقليات، والمتضررين من الفقر.
  • كلية المجتمع كوياهوجا (Cuyahoga Community College): استخدمت التعلم التكيفي لمواءمة عمل ثمانية أعضاء هيئة تدريس مساعدين يقومون بتدريس نفس دورة الأعمال عبر حرمين جامعيين.
  • جامعة ولاية كليفلاند (Cleveland State University): استخدمت بيانات لوحة القيادة من برامج التعلم التكيفي في دورات الرياضيات لإجراء تعديلات أسبوعية على الدروس والاختبارات، ولتحسين معدلات النجاح.

اختيار برامج التعلم التكيفي

تعتبر شركة (كل متعلم في كل مكان) وشركاؤه في الشبكة حياديين فيما يتعلق بالموردين البرامج (الباعة) ولا يوصون بمنتج برنامج تعليمي تكيفي معين.

يجب أن تدرك الكليات والجامعات التي تبحث عن برامج التعلم التكيفي أنه ليس كل ما يتم الإعلان عنه على أنه قابل للتكيف يقوم في الواقع بتخصيص مسارات التعلم، وتكييفها للطلاب الفرديين أو استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، في مسح لما يريده الطلاب من المناهج التعليمية التكيفية كانت إحدى النتائج أن بعض المنتجات تدمج أسئلة الاختبار العشوائية مع التعلم المخصص. المنتجات الأخرى التي يتم الإعلان عنها على أنها تعلم تكيفي ليست أكثر من كتب مدرسية رقمية.

يعد اختيار منتج برنامج التعلم التكيفي عملية معقدة تتضمن تحديد الأهداف، والتنسيق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في جميع أنحاء الحرم الجامعي، وتحديد معايير التقييم، والتفاوض بشأن عقود البائعين، والاستثمار في التطوير المهني.

ستحتاج الكلية أو الجامعة أيضًا إلى التفكير في مكان استخدام برنامج التعلم التكيفي. بعض المنتجات عبارة عن منصات مصممة للتخصيص لمجموعة من التخصصات الأكاديمية، وبعض المنتجات عبارة عن مناهج تعليمية مكتوبة لتخصص معين.

استخدمت العديد من الكليّات والجامعات في السنوات الماضية المناهج التعليمية في إطار السياق تم تطويره بواسطة اتحاد التعلم عبر الإنترنت، وشركاء تايتون (Tyton Partnes)

ومؤسسة بيل ومليندا غيتس (Bill & Melinda Gates Foundation) لتوجيه عمليتهم الأخيرة واختيار منتجات التعلم التكيفية.

 في الآونة الأخيرة، تم تحديث هذا العمل وتوسيعه في بوابة الدورة التفاعلية، كدليل تفاعلي لاكتشاف منتجات المناهج التعليمية ومقارنتها.

ضع في اعتبارك تنفيذ التعلم التكيفي بعناية، فهي ليست لمسة سحرية، لكن لديها القدرة على سد فجوات المساواة وتحسين نتائج التعلم للطلاب الأقليات والمتضررين من الفقر، ولكن هذه الإمكانية لن تتحقق من خلال نشر التكنولوجيا دون انتقادات. في الواقع، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز فجوات المساواة.

وإذا تم استخدام مناهج التعلم التكيفي ببساطة “كمكمّل” دون تنسيقها عن كثب مع أنشطة الدورة التدريبية الأخرى، فسوف تميل إلى زيادة التكاليف والتعقيد وزيادة عدم مشاركة الطلاب.

ويمكن للمنتجات سيئة التصميم إعادة إنتاج وتضخيم التحيزات الموجودة، وهي ظاهرة تُعرف باسم التحيز الحسابي، قد يحدث ذلك، على سبيل المثال، إذا وسعت المناهج التعليمية التكيفية من وصول الكتاب المدرسي الذي لم يتم تحديثه من منظور الإنصاف ليشمل الموارد التعليمية ذات الصلة ثقافيا وتمثيل أوسع للطلاب في التخصص.

في حالات أخرى، يمكن أن تكون المناهج التعليمية في الواقع أقل إنصافًا من الكتب المدرسية التي تحل محلها، إذا كانت تعتمد على قراءات عمرها قرن من الزمان متوفرة في المجال العام بدلاً من ترخيص المواد الحالية وذلك في سبيل تقليل الكلفة، والوصول الأسرع للسوق.

ويجب فحص المناهج التعليمية للتعلم التكيفي على الأقل بعناية مثل أي كتاب مدرسي للتأكد من أنه يدعم أهداف الإنصاف للمؤسسة.

يتطلب إدراك الفوائد المحتملة للتعلم التكيفي مناهج قائمة على البحث، وتصميم تعليمي مدروس، وتنفيذ استراتيجي، وعمليات للتحسين المستمر، والالتزام بالمساواة، ورعاية الطلاب.

إذا كان قسمك أو برنامجك أو مؤسستك تدرس طرقًا لتنفيذ التعلم التكيفي لتعزيز المساواة، فإننا ندعوك للتواصل لبدء حوار.

المرجع: https://bit.ly/3q5hZrC

ترجمة: ليال مريشة.

إخراج وتدقيق: ليال سلمون.

منشور: إلهام عيسى.

تصميم: عدنان الخطيب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *