مقدمة

إن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الكُتّاب لكن الكُتّاب الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل الكُتّاب الذين لا يفعلون ذلك.

فأدوات الذكاء الاصطناعي لاتملك الإبداع أو العواطف مثل البشر (حتى الآن) ولكنها بالتأكيد تساهم في جعل المحتوى أفضل من خلال اختبار نقاط أٌخرى كالبحث والتحرير وإعادة الكتابة، على سبيل المثال لا الحصر. كما يمكن له اختبار العناوين الرئيسية، والتنبؤ بما يريد الجمهور المُستهدف قراءته، وتنظيم النُسَخ بكفاءة.

حيث أن العقل البشري على قدرة عالية من الدقة والبراعة، مما يبقيه الأقوى في الكتابة، لأن البشر هم الوحيدون الذين يمكنهم إنشاء شيء جديد كلياً. وأدوات الذكاء الاصطناعي ليست بشرًا، ولكن عملية تقدمها تحدث بسرعة مع البحوث والموارد المتدفقة إليها، إضافة إلى إمكانية مساعدتها للكُتّاب في تحسين فاعلية التواصل.

فالكُتّاب الذين يستخدمونها يقضوون وقتًا أقل في كتابة المنشورات وتقديم محتوى بجودة أفضل. ونظرًا لأن النماذج اللغوية وبشكلٍ متزايد أصبحت أكثر حداثة، فاللغة التي ينتجها من خلال توليد اللغة الطبيعية (NLG)،تطورت إلى مستوى أعلى.

حيث يمكن تدريب هذه الأدوات المتطورة لأداء مهام معالجة اللغة الطبيعية (Natural language processing _NLP). إذ يستطيع الذكاء الصنعي تعلم قراءة ومعالجة أقسام كبيرة من النص بناءً على خطوات موضوعه مسبقاً. وذلك من خلال فهم كيفية قراءة البشر للمعلومات ومعالجتها. لذلك يمكن لمساعدي الكتابة تقديم اقتراحات حول كيفية بناء الجمل بشكل أفضل. فالشبكات العصبية في الكمبيوتر تملك وصول كامل لجميع نصوص الإنترنت الموجودة في متناولهم من أجل التعلم منها.

قيود الذكاء الاصطناعي

إن حجم الذكاء الاصطناعي يبدو بلا حدود، ولكن له قيوده الخاصة به.

نظرًا لأن هذه الشبكات تستند إلى التنبؤات والحسابات الإحصائية، فإنها تفتقر إلى الأساسيات التي تمكنها من الفهم والتي نتعامل نحن البشر معها كبديهيات.

ومع ذلك، فإن هناك العديد من النقاط الأخرى والتي يمكن أن تؤثر على المحتوى وتجعله أكثر إقناعًا.

أي أن الذكاء الاصطناعي ليس هنا لاستبدالك، ولكنه موجود لتحسين عملك وتسهيل حياتك، ويبدو أن المزيد والمزيد من الناس مهتمون. وفقًا لأداة البحث عن الكلمات الرئيسية أوبر سجست  (Ubersuggest) يتم البحث عن كلمة “كتابة بالذكاء الصنعي” 4,400 مرة شهريًا في الولايات المتحدة وحدها.

وليس من الغريب أن العديد من أدوات الكتابة به اليوم تسمّى أدوات مساعدة في الكتابة، فالمستقبل سيكون حيث تكون الكتابة مهمة الذكاء الاصطناعي الأولى لكن العملية ككل ستكون بين الشخص والآلة.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في الكتابة؟

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها تحسين كتابتك:

يساعدك الذكاء الاصطناعي في التعبير

 سيساعدنا الذكاء الاصطناعي في التعبير عن أفكارنا بشكل أكثر إيجازًا ودقة. بمجرد أن تتمكن هذه الأنظمة من معالجة اللغة واقتراح طرق بديلة للتعبير عن الأفكار، فهناك فرصة جيدة لأن يجد الناس طرقًا أوضح لقول ما يقصدونه.

 يقدم لك أفكاراً جديدة

يمكن للآلات أن تلعب دورًا فعالًا في كتابتنا من خلال مساعدتنا على توسيع أفكارنا والانفتاح على الإبداع والأفكار الجديدة حيث يتم التعامل مع الجوانب الفنية بواسطته.

 يمكنك من استعراض أنماط مختلفة

غيّرت برامج التحرير المرئي مثل فوتوشوب (Photoshop) و فيجما (Figma) طريقة عمل المصممين، مما يمنحهم القدرة على استخدام مجموعة لا حصر لها من الأدوات. يمكننا أن نتخيل المثل بالنسبة للنصوص، والتي يمكن أن تساعد الكُتّاب في التعبير عن أنفسهم بطرق أكثر تنوعًا.

يضفي طابع ديمقراطي على إنشاء المحتوى

 يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن تجلب المزيد من الأشخاص إلى عالم الكتابة الاحترافية. إن إدخال هذه الميزة لا يُمكّن الكتّاب فحسب، بل يضيف أيضًا المزيد من الأشخاص إلى القوة العاملة.

يمكن أن يساعد غير الناطقين باللغة الإنجليزية

إن هناك 1.2 مليار متعلم للغة الإنجليزية في العالم تقديرياً. تم مؤخرًا في دراسة حديثة قياس تأثير مساعدي الكتابة المعتمدين على الذكاء الاصطناعي على متعلمي اللغة الإنجليزية. ووجد أن المتحدثين غير الناطقين باللغة الإنجليزية المكلّفين بالكتابة باللغة الإنجليزية استفادوا بشكل كبير من أداة الكتابة المنظمة التي طورها الباحثون مقارنة بمعالج الكلمات القياسي.

خاتمة، للجيل الجديد من الكُتّاب

تكنولوجيا كتابة محتوى الذكاء الاصطناعي وجدت لتبقى. بمجرد أن نتغلب على الرغبة الأولية في التمسك بعادات العمل السابقة، يمكننا البدء في الانفتاح على الإمكانيات الرائعة التي توفرها أدوات كتابة المحتوى القائمة عليه. يمكن أن توفر هذه الأدوات فرصًا للكُتّاب للارتقاء بأنفسهم.

مع تطور تقنية التعلم الآلي، سيتمكن الكُتّاب من قضاء وقت أقل في عملية الكتابة  والمزيد في التفكير العميق وذلك سيساعدهم على شحذ إبداعهم وصياغة وجهات نظر فريدة. فالكتاب ذوو الأفكار المبتكرة في كتابة المحتوى هم الذين سيستفيدون من هذا التحول الحتمي في الصناعة، وسيستفيد العالم من أفكارهم، معبراً عنها بوضوح وإيجاز.

المصدر:

https://aithority.com/content/ais-role-in-the-future-of-content-writing/

ترجمة: بدر الدين جاويش

تدقيق: تالا مسعود