كيف تستغل الذكاء العاطفي في أول أيام الجامعة
عناوين المقال
سمعنا بمصطلح الذكاء العاطفي كثيراً خلال الفترة الأخيرة، ولعلّ الكثير من الأشخاص يسقطون معنى هذا المصطلح على العلاقة بالأصدقاء أو بالشريك العاطفي.
ورغم كثرة التأويلات لمفهومه، يبقى العنوان الواضح له “كيف أحسن التعامل في مختلف المواقف”.
حيث أن هذا المفهوم عام، يشمل طريقة تعامل الشخص مع نفسه اولاً. ومع الأفراد من حوله ضمن نطاق أسرته، أصدقائه، زملائه في العمل أو الكلية أو حتى المدرسة، واي شخص يتعرّف عليه خلال حياته، خاصة عندما يبدأ بمرحلة جديدة كالمرحلة الجامعية مثلاً.
بالمختصر، إنه طريقة فهمك وتحليلك للعواطف ورد فعلك تجاه كل موقف بالاعتماد عليها. وبقدر مهاراتك العاطفية التي تحملها بقدر ما تتحسن علاقتك مع نفسك والآخرين.
في هذا المقال سنعرض لك تعريف الذكاء العاطفي وكيفية الاعتماد عليه لتنطلق في حياتك الجامعية بالطريقة المثلى.
مفهوم الذكاء العاطفي
هو القدرة على إدارة مشاعر وفهم مشاعر الأشخاص من حولك. وهناك خمسة عناصر رئيسية لـه هي: الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي، والتحفيز، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية.
يمكن للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي تحديد ما يشعرون به، وما تعنيه هذه المشاعر، وكيف تؤثر هذه المشاعر على سلوكهم وبالتالي على الآخرين.
من الصعب بعض الشيء إدارة مشاعر الآخرين إذ لا يمكنك التحكم في شعور أو تصرف شخص آخر. ولكن إذا تمكنت من تحديد المشاعر الكامنة وراء سلوكهم، فستستطيع أن تعرف المكان الذي أتوا منه وكيفية التفاعل معهم بشكل أفضل.
بالإضافة إلى أن مستوى الذكاء العاطفي العالي يتداخل مع المهارات الشخصية القوية.
لماذا يعد امتلاك مهارات الذكاء العاطفي مهماً؟
يعطي الذكاء العاطفي ثقة وجرأة تمكن الشخص من الانخراط مع الآخرين بشكل أكبر واسرع وبالتالي تكوين علاقات اجتماعية صحية مع الزملاء.
يزيد امتلاك مهارات الذكاء العاطفي من التعاطف عند الفرد، أي تمكنه من وضع نفسه مكان الأشخاص حوله وبالتالي تعزز طرق التواصل الفعال والتفاهم معهم.
بالإضافة إلى أنه يمنح القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة كالمواقف المحرجة والتي تكاد أن تكون عقدة لأغلب الطلاب الجدد.
فهذا النوع من المهارات يمنح الفرد قوة التقبل للنقاط السلبية ، ويساعد الشخص في التعامل معها بشكل منطقي.
عدا عن ذلك فإن الذكاء العاطفي يحفز على تطوير أنفسنا بشكل أكبر وإنجاز المهام وتحقيق النمو الشخصي.
ولعلّ أهم نقطة في أهميته هي فهمنا لأنفسنا، حيث أنه يعزز قدرتنا على فهم أنفسنا ومشاعرنا، الأمر الذي يساعدنا في أخذ قرارات متوازنة و مدروسة.
وهو يزيد أيضاً مشاعر السعادة والرضا والاستقلالية والتفكير الايجابي في حياتنا.
بالعودة لكل النقاط السابقة نرى أن له دور أساسي في نجاح الفرد على الصعيد الأكاديمي والشخصي.
نصائح لتعزز علاقاتك مع زملائك في الجامعة من خلال الذكاء العاطفي.
بعد أن تحدثنا عن مفهوم الذكاء العاطفي ، وأهميته، وبالعودة لحديثنا عن أول أيامنا الجامعية، علينا أن نتعلم كيف نستغله في تعزيز علاقاتنا مع زملائنا، إليك بعض الخطوات المفيدة.
أولاً: حدد ما إذا كنت تحمل ذكاءً عاطفياً بطبيعة الحال.
فكر بدايةً بنفسك خلال فترة محددة (أسبوعان مثلاً أو الشهر الماضي) بشكل صادق ، كيف كان سلوكك؟
ثم أجب على الأسئلة:
- هل يمكن لأحدٍ أن يحرجك بسهولة (قدرتك على التعامل بطريقة فكاهية مع المواقف المحرجة نقطة رئيسية في الذكاء العاطفي)
- أتسامِحُ بسهولة؟
- هل تهتم لما يمر به الناس وتشعر بهم؟
- أتستطيع الاعتذار عندما ترتكب خطأً؟
- هل تتقبل الانتقاد دون انفعال أو إلقاء اللوم على الآخرين؟
- أتعلم متى تنفصل عن كل ما حولك وتأخذ استراحة لنفسك؟
- هل تستطيع أن تكون مستمعاً جيداً وان تأخذ وقتك للحكم على الناس والمواقف؟
- أيمكنك التعامل مع الأفراد السلبيين اجتماعياً دون أن يتسلل لك الإحباط واليأس؟!
عندما تجتمع إيجابية كل الأسئلة السابقة، يمكننا القول أنك تملك درجة عالية من الذكاء العاطفي !
ثانياً: عزز مهارات الذكاء العاطفي الموجودة لديك من الأصل.
تعد الأسئلة السابقة طريقة ممتازة لبدء تقييم الذكاء العاطفي لديك.
لكن ، في حال لم تجب بالإيجاب على أي منها، لا تيأس!
هناك بعض النقاط التي تساعدك على تقوية مهاراته من أجل استغلالها في تحسين علاقاتك مع زملائك في الجامعة، إليك بعض منها:
- درب نفسك دائماً على ملاحظة ما تشعر به وكيفية تصرفك في المواقف المختلفة.
- حاول أن تفكر بكل الاحتمالات التي يمكن أن تشعر بها، حيث تعطي لنفسك فرصة لتقبل بعض المشاعر بشكل مسبق. (مثلاً: ليس كل الأشخاص يودون أن يوسعوا دائرة علاقاتهم في الجامعة ، لذا توقع ذلك من أي شخص تتعامل معه لأول مرة ولا تفرض نفسك كصديق في زمن قصير).
- مهما كان الموقف الذي تعرضت له على اختلاف علاقاتك مع زملائك، قم بتوجيه المشاعر السلبية كالغضب والحزن إلى شيء إبداعي يجعلك متفوق على أقرانك. (مثلاً: قام أحد الأشخاص بالسخرية من معدلك الدراسي أمام باقي زملائك ما جعلك تشعر بالحزن، قم بتحويل مشاعر الحزن لدافع يجعلك تبدع في مجالك أكثر).
- فكر بصفات الأشخاص الذين تود أن تكون على علاقة معهم وبطبيعة تلك العلاقة خلال مسيرتك الجامعية، بدلاً من أن تفكر بأثر الأشخاص السلبيين في حياتك ما يدفعك للانعزال وسوء التصرف.
- كن مستمعاً جيداً، فذلك وسيلة لفهم الآخرين حولك، ومهارة تتيح لك الخوض بالكثير من النقاشات.
- حافظ على جو إيجابي مع زملائك، كن مبتسماً دائماً ، قم ببدء نقاشات حول مواضيع تحمل طاقة إيجابية ، أو اقترح الذهاب في رحلة مثلاً.
- وسع دائرة علاقاتك، فكلما تعاملت مع شرائح أوسع، كلما زادت تجاربك وتمكنت من معرفة أسس التعامل وبناء العلاقات بشكل صحيح.
خاتمة:
إن الذكاء العاطفي مفهوم واسع جداً، يشمل كل جوانب حياتنا بدءاً من عائلتنا الصغيرة وليس انتهاءً بالجامعة أو مكان العمل.
من يملك مهارات ذكاءٍ عاطفي عالية سوف يكون الأكثر تقدماً أكاديمياً ومهنياً وشخصياً، فهي المفتاح الأساس للتعامل مع كل المواقف.
لكن حتى إن كانت مهاراتك فيه ضعيفة، لا تظن أبداً أنك لن تنجح، بل على العكس، اجعل كل موقف غير محبب فتيل البداية لتطوير ذاتك!
وتذكر أن المرحلة الجامعية هي نقطة محورية في حياتك، لذا عليك أن تدرك أهميتها في بناء نفسك وبناء علاقات مع الآخرين، وأن تستغلها بشكل جيد.
إعداد: جودي خيربك
تصميم: كرم فرحة
Facebook
Youtube
Whatsapp
Envelope
Telegram
Linkedin
Facebook
Email
LinkedIn
WhatsApp
Telegram