التعلم المدمج هو أحد أكثر مناهج التعلم نجاحاً لإشراك المتعلمين في مكان العمل الحديث. ستناقش هذه المقالة أربعة معايير يجب مراعاتها لبناء وتنفيذ برنامج تعليمي مختلط ناجح لموظفيك. بالإضافة إلى ذلك، سيتم التحدث عن إيجابيات هذا التعلم.

كيف تبني برنامج تعليم مدمج ناجح؟

التعليم المدمج هو طريقة تعليمية ونهج علمي يتضمن طرق صفية تتضمن أنشطة مباشرة تتم بواسطة الحاسوب لتقديم المعلومات، وتعتبر طريقة تعلم وتدريب تجمع بين أدوات التعلم الرقمية والتعليم التقليدي في الفصول الدراسية.
الهدف الرئيسي من برنامج التعلم المدمج هو دمج التغييرات الضرورية في طرق التعلم التقليدية لجعل مسارات التعلم أكثر فعالية وشخصية للمتعلمين.
لقد كان التعلم المدمج أحد أكثر مناهج التعلم نجاحاً لإشراك المتعلمين في مكان العمل الحديث، حيث يعتبر خيار رائع وأساسي عندما يكون لشركتك قوة عاملة عن بعد وموظفين منتشرين عالمياً. يقدّم التعلم المدمج أفضل ما في التدريب بقيادة المعلم والتعلم الرقمي عبر الإنترنت. علاوة على ذلك، فهي فعالة من حيث التكلفة وطريقة طبيعية للتعلم والعمل في وقت واحد.
يمثل التعلم المدمج نموذجاً فعالاً يدمج التكنولوجيا لتعزيز تعلم موظفيك وإحداث تأثير إيجابي على الأعمال. يتنقل المتعلمون المعاصرون من الشركات دائماً ويجب عليهم أداء المهمة المزدوجة لتعلم مهارات جديدة وأداء وظيفتهم على النحو الأمثل. ويمكن لبرنامج التعلم المدمج تحقيق ذلك.

المعايير الأربعة التي يجب مراعاتها عند بناء وتنفيذ برنامج التعلم المدمج الناجح لموظفيك

التركيز على التعلم المخصص

التعلم المخصص هو معيار مهم يجب مراعاته عند تطوير برنامج التعلم المدمج للقوى العاملة. يميل المتعلمون المعاصرون من الشركات إلى أن يكونوا مندفعين بشكل كبير بالمحتوى والمعرفة والمهارات التي تكون ذات صلة بحياتهم المهنية واحتياجاتهم . وقد أوجدت الدراسات أيضاً أن المتعلمين يحققون مكاسب أكثر أهمية عندما يتبعون نهج التعلم المخصص في التدريب.
تستخدم المؤسسات بشكل متزايد منصات تجربة التعلم (LXPs) لتوفير تجارب تعليمية مخصصة لموظفيها. توفر LXPs الحديثة تتبعاً محسناً في الوقت الفعلي وإعداد تقارير عن التعلم المتعلق بموظفيك. تساعد هذه التقارير في تحديد ثغرات المهارات في الموظفين وذلك لتوفير تدريب أكثر صلة بجلسات التدريب (ILT) .

الدمج الجيد بين الموارد عبر الانترنت وغير المتصلة بالانترنت

يعتبر المزيج الجيد من موارد التعلم معيار اساسي أخرى يجب مراعاته أثناء تطوير برنامج التعلم المدمج. يدمج برنامج التعلم المدمج الفعال بين جلسات التدريب مع موارد التعلم الرقمية لتوفير تجربة تعليمية سلسة للمتعلمين. العديد من الموارد التكميلية مثل وحدات التعليم المصغر ومقاطع الفيديو التعليمية والوسائط التفاعلية الأخرى متاحة بسهولة للمعلمين ويمكن استخدامها لتقديم المفاهيم والمهارات للمتعلمين وتحفيزهم.
يمكن تطوير كل هذه الموارد مرة واحدة واستخدامها عدة مرات وعبر جلسات مختلفة. نظراً لأن التعلم المدمج يشمل طرق التعلم عبر الإنترنت، يتمتع موظفوك بمزيد من المرونة لتخصيص وقت للتعلم في عملهم اليومي المزدحم. يمكن أن يؤدي استخدام مزيج مناسب من التعليمات وجهاً لوجه وأشكال التدريب عبر الإنترنت إلى جعل البرنامج جذابباً وممتعاً للمتعلمين.

التعاون الجيد مع المتعلمين

التعاون هو معاير آخر مهم يجب مراعاته أثناء تطوير برنامج التعلم المدمج.
تعمل برامج التعلم المدمج بشكل أفضل عندما تحافظ على تعاون منتظم مع المتعلمين. يمكنك تشجيع التعاون بين الميسر والمتعلمين، وبين المتعلمين، باستخدام الأدوات الرقمية مثل أدوات مؤتمرات الفيديو والمحادثات عبر الإنترنت ومنتديات المناقشة وما إلى ذلك، حتى عندما لا يرى المتعلمون بعضهم البعض بشكل شخصي.
يؤدي التعاون والتواصل والتواصل مع الآخرين إلى زيادة عملية تبادل المعرفة والممارسات الجيدة وتشجيع ثقافة التعلم المستمر في المنظمة. في برنامج التعلم المدمج يعمل المتعلمون معًا في الأنشطة والمهام ويتعلمون من بعضهم البعض في الوقت الفعلي.

الحصول على ردود الفعل من المتعلمين

بالنسبة لأي برنامج، من المهم جدًا الحصول على ردود الفعل من المتعلمين لإجراء تحسينات لاحقًا. الأمر نفسه ينطبق أيضاً على برامج التعلم المدمج. أثناء قيامك بتنفيذ برنامج التعلم المدمج، اطلب تعليقات من المتعلمين وقم بإجراء التعديلات وفقاً لذلك. شجع موظفيك المشاركين على مشاركة آرائهم واقتراحاتهم ومخاوفهم لإتقان الاستراتيجية والبرنامج. يمكنك إجراء استطلاعات الرأي والاستطلاعات عبر الإنترنت واطلب من المتعلمين إرسال ملاحظات حول البرنامج. تساعد الملاحظات على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

إيجابيات التعليم المدمج

1. يعزز التعاون: يمكن للطلاب والمتعلمين التواصل مع بعضهم البعض حتى خارج الفصل الدراسي من خلال أدوات تعاونية، مثل: المناقشات عبر الإنترنت والمدونات وما إلى ذلك.
2. يسهل الاتصال الفوري: تمكن أدوات الاتصال عبر الإنترنت المعلمين من التواصل مع طلابهم بشكل فعال، مثل : أدوات التقدير، منتديات المناقشة، التطبيقات التفاعلية وصناديق الإسقاط وما إلى ذلك.
3. المرونة وإمكانية الوصول المتزايدة: يكسب المعلمون والطلاب الوصول إلى المواد التعليمية على مدار الساعة من خلال منصة نظام إدارة التعلم (LMS) وما إلى ذلك.
4. الدعم الفردي: بيئة التعلم المدمج مخصصة لتناسب القدرات المختلفة للمتعلمين.
5. تجربة تعليمية تفاعلية: تزيد الوسائل التعليمية المدعومة بالتكنولوجيا من اهتمام الطالب بالجلسات وتجعلها تعليمية مليئة بالمرح، مثل: الألعاب التعليمية التفاعلية، اللوحات الصغيرة وأسطح الكمثرى.
6. تتبّع مهارات المشاركين وأدائهم: يمكن للمدرسين استعراض الوقت الذي يقضيه كل فرد في مهمة ما، وجمع رؤى ذات مغزى من بيانات الطلاب التي تم إنشاؤها على التطبيقات عبر الإنترنت، وتحديد الأنشطة الفعالة والتي تحتاج إلى ارتجال.
7. تقييم الطالب الفعّال: يمكن للمعلمين تقييم الطلاب من خلال التقارير الدقيقة والدرجات النهائية بإستخدام نموذج تقييم مدمج ، فهي تقلل الجهد ، ويدرك الطلاب أيضاً تقدمهم بسبب النتائج الفورية.
8. يعزز مهارات محو الأمية الحاسوبية: سيكون الطلاب أكثر جاهزية للمستقبل، وسيستفيدون إلى أقصى حد من الفرص الرقمية المتاحة لهم بسبب مهارات محو الأمية الحاسوبية ومهارات العالم الحقيقي التي يكتسبونها من خلال التعلم المدمج.

الخاتمة

تقدم برامج التعلم المدمج العديد من الفوائد وسيتم اعتمادها إلى حد كبير من قبل الشركات في السنوات القادمة. يمكن للمؤسسات والشركات استخدام برامج التعلم المدمج بشكل فعال كجزء من استراتيجية تدريب الشركات التي تركز على المتعلم.

المصادر:

4Parameters To Build A Successful Blended Learning Program
Pros and Cons of Blended Learning

ترجمة: ريما بصيص- رنا السعدي.
إخراج وتدقيق: سماح قبرصلي – صبا ضعون
تصميم: خولة حسن.