مستقبل التعلم الإلكتروني
هو الواقع الافتراضي
كيف سيؤثر VR (الواقع الافتراضي) على التعلم الإلكتروني في المستقبل؟
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، يتصدر التعلم الإلكتروني التحول والابتكار الرقمي. وإن أحد أحدث التقنيات التي لم تعد مجرد مفاهيم على ورق والتي تعمل على إحداث تحول في مجال التعلم هي الواقع الافتراضي VR.
بفضل الأجهزة الذكية، أصبح الواقع الافتراضي VR نمطاً حياتياً في منازلنا وفي مختلف المجالات بما فيها التعليم. نستطيع الآن أن نقول بثقة “المستقبل يتجسد اليوم!” التعلم الإلكتروني هو صناعة شهدت نمواً وتحسينات متسارعة في العقد الماضي، حتى قبل وباء كوفيد-١٩.
مع هذا، فقد غير عام ٢٠٢٠ كل شيء ولم يكن التعلم الالكتروني استثناءً لذلك. وفقاً لتقرير صادر عن (Global Marketing Insights) من المتوقع أن تبلغ قيمة التعلم الإلكتروني ٣٧٥ مليار دولار بحلول ٢٠٢٦. لقد خلفت الآثار الطويلة الأمد لوباء كورونا الحاجة لوجود منصات تعلم إلكتروني أكثر غمرة (اندماجاً) وأفضل جودة، وهل من سبل لتحقيق هذا أفضل من تقنية VR؟
ما هو الواقع الافتراضي (VR)؟
إن VR أو الواقع الافتراضي يعني استخدام التقنية الحاسوبية لإعادة صياغة بيئة تفاعلية ثلاثية الأبعاد يمكن للمستخدمين التفاعل عن طريقها. تختلف البيئات المطبق عليها المحاكاة المذكورة عن العالم الحقيقي، إلا أنها غامرة للغاية إذ يشعر المستخدم عبر VR أنه جزء من العالم الافتراضي الثلاثي الأبعاد.
لتجربة محتوى VR، يحتاج المستخدمون إلى استخدام سماعات خاصة بها وتوجد خيارات عديدة منها متوافرة في الأسواق مثل (Oculus Quest) وSony وHTC الخ. بإمكان المستخدمين عن طريق تقنية ال VR، الاندماج في البيئة الثلاثية الأبعاد والتفاعل معها أيضاً بدلاً من مشاهدة المحتوى على الشاشة، وهذه التجربة هي مرئية وسمعية معاً، مما يجعلها السبيل الأمثل للتعلم الإلكتروني.
الواقع الافتراضي في التعلم الإلكتروني:
يتمتع الواقع الافتراضي بإمكانيات كثيرة لتعزيز التعلم الالكتروني وإنشاء وحدات تعلم تفاعلية من خلال دمج رسوم الغرافيك الثلاثية الأبعاد مع التجارب الواقعية.
وفي الوقت الحاضر، تزداد شعبية هذه التقنية الغامرة بالتزامن مع الزيادة الكبيرة في استخدام الأجهزة الذكية والبرمجيات المتوافقة مع VR
تعتبر خبرات التعلم بموجب الواقع الافتراضي تراكمية بمجملها.
بالمقارنة مع التعلم الإلكتروني التقليدي، فإنها تمنح الطلاب فرصة للتفاعل مع نماذج القراءة باستخدام الحواس الخمس مجتمعة، على سبيل المثال: في حين أن تشريح جثة لتعلم تشريح الجسم البشري في كلية طبية هي تجربة تحدث مرة واحدة كتعلم استيعابي، لكن تخيل أن يكون بإمكانك تشريح جثة ومن ثم إعادة تكوينها بما يتيح لك صقل مهاراتك في ذلك وتحقيق أقصى استفادة من تركيب أجزاء جسم بشري واحد. لا يمكن تحقيق ذلك حالياً إلا من خلال تقنية VR.
بالمثل، فقد أحدثت تقنية VR ثورة أيضاً في قطاع الهندسة والطيران، من خلال إتاحة التعلم والتجربة العملية عبر المحاكاة الغامرة.
طرق عملية لاستخدام تقنية VR في التعلم الإلكتروني:
فيما يلي 3 طرق عملية تعمل من خلالها تقنية VR على إحداث تغيير في التعلم الإلكتروني عبر مختلف المنصات في جميع أنحاء العالم.
عمليات محاكاة تدريبية:
يمكن للشركات أن تقدم لطلابها ومتدربيها من خلال هذه التقنية عمليات محاكاة تدريبية عبر الإنترنت وذلك من خلال دمجهم تماماً في بيئة افتراضية. تستخدم هذه التقنية بشكل واسع من قبل المعاهد التدريبية في جميع أنحاء العالم وخاصة في مجالات الطب، والطيران، والإلكترونيات الخ.
إن الفكرة الأساسية لدمج تقنية VR هي أنها أقل تشتيتاً للانتباه مقارنة مع بقية التقنيات مثل الهواتف المحمولة، والحواسيب المحمولة والمكتبية الخ. على سبيل المثال: تتيح عمليات المحاكاة التدريبية للطلاب باستخدام التقنيات الغامرة مثل VR وAR (الواقع المعزز) الولوج إلى إعدادات افتراضية ثلاثية الأبعاد بما يشبه العالم الحقيقي.
لا تكون المحاكاة مرئية وسمعية تماماً نظراً إلى إمكانية المستخدمين التفاعل مع العناصر الافتراضية مما يتيح فرصاً تعليمية رائعة وتجارب واقعية.
التلعيب:
يعتبر التلعيب توجهاً مثيراً للاهتمام في العالم الرقمي، وقد تم توظيفه من قبل كل المجالات تقريباً مثل التسويق، تقانة المعلومات IT، الأعمال التجارية، والتعلم الإلكتروني أيضاً. يمكن دمج عناصر الألعاب بسلاسة في التعلم الإلكتروني عبر تقنية VR وجعل التعلم أكثر تفاعلاً ومتعة. يمكنك تقديم تعلم أمثل وتجارب واقعية غامرة للغاية للطلاب عند تطبيق التلعيب الغامر عبر تقنية VR.
بإمكان المجالات ذات الصلة بالهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والهندسة المدنية الخ إدراج ميزات ألعاب تقنية VR وAR لتحسين تجربة التعلم وهذا سيزود الطلاب بمنصة يمكنهم التفاعل من خلالها مع مختلف العناصر الافتراضية. سيجعل التلعيب التعلم الإلكتروني أكثر متعة كما أنه سيساعد على زيادة معدلات الاستمرارية.
دورات تدريبية مخصصة عبر الانترنت:
تتيح أيضاً VR والأجهزة الذكية لمنصات التعلم الإلكتروني تخصيص دورات تدريبية عبر الإنترنت للطلاب، كما أنها مكنت المؤسسات من التحول من أساليب التدريس والدورات التدريبية عن بعد التقليدية إلى دورات أكثر تقدماً أشبه بلعبة فيديو يوضع فيها الطلاب في عالم افتراضي، ويخوضون تجارب واقعية لاختبار قدراتهم على اتخاذ القرارات. إن منصاتنا التعليمية الإلكترونية التقليدية محدودة للغاية كونها تقدم غالباً معلومات نظرية بدلاً من تجارب تطبيقية عملية.
القيود :
لا شك أن VR تقنية غامرة مميزة، تشكل ثورة في التعلم الإلكتروني وتمنح الطلاب فرصاً أكثر للتعلم. لكن فيما يتعلق بمنصات التعلم الإلكتروني، فإن لهذه التقنية بعض القيود التي تتضمن التكاليف العالية وصعوبات التنقل وضرورة إيجاد مساحة تعليمية مخصصة لها إضافة إلى مسائل تتعلق بالخصوصية عبر الإنترنت.
لكن بفضل التقدم المتسارع في التكنولوجيا والأزمنة المتغيرة فإن هذه القيود لا تشكل عائقاً إذ أن هذه العوامل ذاتها التي حدت من الاستخدام الجماعي للواقع الافتراضي أصبحت قيمة أساسية للتعلم المستمر خلال جائحة كورونا الحالية. ولذلك، لم تعد النظرة لتقنية VR بعد الآن على أنها مجرد مفهوم غير عملي أو غير متاح. وإنما هي مستقبل التعلم الإلكتروني. تزود VR الشركات بمنصة ذكية لإنشاء بيئة جديدة لتدريب الموظفين وإقامة الدورات التدريبية عبر الإنترنت.
التقنية الغامرة في التعلم الإلكتروني تقربنا أكثر من الواقع:
دفعت جائحة كورونا 2020 ملايين الناس لاستبدال فصولهم الدراسية بطاولات المطبخ وأرائك المنزل. لقد حان الوقت ليتحول قطاع التعليم عن شكل التعلم التقليدي من خلال دمج تقنية VR وغيرها من التقنيات الذكية.
تقنية الواقع الافتراضي هي تقنية ثورية، قد أحدثت بالفعل تغييرات مثيرة في قطاع التعلم الإلكتروني وقد اعتمدت شركات متنوعة هذه الأداة المثيرة للاهتمام كجزء من نهجها المستقبلي.
تباشر حالياً أيضاً معظم مزودات خدمة التسويق الرقمي المعروفة بدمج تقنية VR في استراتيجياتها التسويقية بما أنها الفرصة القادمة الأكبر في العالم الرقمي. حالياً وأكثر من أي وقت مضى، بدلاً من أن تكون مجرد تقنية فارهة بالنسبة لممارسي الألعاب وهواة الترفيه، فإن تقنية VR مستمرة بالتطور في قطاع التعلم الإلكتروني.
المرجع: https://bit.ly/3hU7OSo
ترجمة: نور مهنا
إخراج وتدقيق: تالا مسعود
منشور: إلهام عيسى