الواقع الممتد في التعليم
من العدل أن نقول إن الكثير من التدريس يعتمد على تقديم الحقائق للطلاب، هذا يعني أن الطلاب الناجحين يميلون إلى أن يكونوا أولئك الذين يحتفظون بالحقائق بسهولة، في حين أن الطلاب الذين يكافحون لمعالجة كميات كبيرة من المعلومات في وقت واحد يمكن أن يصبحوا غير مهتمين، يمكن القول إن هذا ينطبق على جميع أنواع المتعلمين، سواء كان ذلك في بيئة مدرسية، أو في دورة تدريبية في مكان العمل، أو في التعلم مدى الحياة.
بعض الناس متعلمون بصريون، مما يعني أن القدرة على “رؤية” عملية (بدلاً من القراءة أو سماع عنها) تكون أكثر تأثيراً بالنسبة لهم، هذا هو المكان الذي يمكن فيه للواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) إضافة قيمة حقيقية لعملية التعلم، يمكن لتقنيات “الواقع الممتد” (XR) إنشاء عوالم غامرة حيث يمكن للطلاب تصور المفاهيم وتعلم مهارات ومعلومات جديدة بطريقة تفاعلية.
فيما يلي خمس طرق يمكن للواقع الافتراضي والواقع المعزز من خلالها إحداث تحول في التعليم.
خلق تجربة غامرة أكثر لأطفال المدارس
بفضل طبيعتها الغامرة للغاية، يمكن للواقع الافتراضي نقل الطلاب إلى أماكن مختلفة وحتى أوقات مختلفة، أحد الأمثلة الرائعة يأتي من عام 1943: برلين بلتز Berlin Blitz، وهي تجربة واقع افتراضي أنتجتها قناة امير سيف VR التعليمية Immersive VR Education لصالح هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
إعادة تمثيل الأحداث التي وقعت في 3سبتمبر، تصور هذه التجربة القصة الحقيقية لطائرة لانكستر بومبر Lancaster Bomber في مهمة إلى برلين.
إلى جانب الطاقم العادي، كانت الطائرة تقل أيضاً مراسل بي بي سي وينفورد فوغان توماس (Wynford Vaughan- Tomas) ومهندس الصوت ريج بيدسلي (Reg Pidsley).
تعيد تجربة VR إنشاء هذا الحدث التاريخي، باستخدام مزيج من محاكاة الواقع الافتراضي وتسجيلات الأرشيف الحقيقية من داخل الطائرة (والتي تم بثها على راديو المملكة المتحدة بعد عودة الفريق بنجاح)، يا لها من طريقة رائعة لإحياء التاريخ، وجعل الأحداث التاريخية أكثر سهولة – بل وحتى أكثر إنسانية.
تمكين الرحلات الميدانية الجديدة والمثيرة
بصفتي ولي أمر، أعلم أن الرحلات المدرسية يمكن أن تكون باهظة الثمن، مما يعني أنها ليست بالضرورة متاحة لجميع الطلاب، ولكن مع الواقع الافتراضي، يمكن أن تصبح الرحلات الميدانية أكثر سهولة، وبأسعار معقولة
تعمل Google على إزالة الحواجز النموذجية أمام الرحلات الميدانية وإنشاء تجارب مذهلة للطلاب من خلال تطبيق غوغل اكسبيديشن (Google Expedition)
يقدم التطبيق، المصمم للمعلمين لاستخدامه مع فصولهم الدراسية، مئات المغامرات – بعضها باستخدام الواقع الافتراضي والبعض الآخر باستخدام الواقع المعزز – تشمل التاريخ والعلوم والفنون والعالم الطبيعي، في تجارب الواقع الافتراضي، يشرع الطلاب في تجربة محاكاة غامرة لوجهات مثل متحف اللوفر أو جبل إيفرست (ويمكن القيام بذلك باستخدام سماعات الرأس Google Cardboard VR الرخيصة للغاية).
وفي الوقت نفسه، تجلب تجارب الواقع المعزز مفاهيم مجردة إلى الحياة في الفصل الدراسي – على سبيل المثال، يمكن للمعلم أن يوقع إعصاراً دائرياً أو خلية نحل في الفصل، حتى يتمكن الطلاب من إلقاء نظرة فاحصة.
تحويل التعلم العملي
هل اضطررت يومًا لتشريح ضفدع في المدرسة الثانوية؟
لقد فعلت، وكرهته (من الواضح أن الضفدع كان يمر بوقت أسوأ، لكنه كان مؤلماً جداً بالنسبة لي أيضاً) الآن يمكن استبدال هذه التجربة المروعة بالواقع المعزز
فروغيبيديا(Froggipedia) هو تطبيق AR يتيح للطلاب دراسة الأعضاء الداخلية للضفدع، يمكن للطلاب إما دراسة أعضاء الضفادع بشكل فردي، أو أن هناك خيار تشريح، والذي يسمح لهم بالتجول حول البنية الداخلية المعقدة لأنظمة أعضاء الضفادع – دون الإضرار بأي ضفادع فقيرة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب رؤية التحول المذهل الذي تمر به الضفادع، من بيضة إلى شرغوف، ثم من ضفدع صغير إلى ضفدع كامل التكوين.
تحسين التدريب في مكان العمل
في المستقبل، أعتقد أنه سيتم تعزيز جميع أنواع التدريب في مكان العمل باستخدام VR وAR، يمكن أن يكون الواقع الافتراضي مفيداً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمحاكاة المواقف الخطرة، أو السيناريوهات التي يصعب إعادة إنشائها في الحياة الواقعية.
أحد الأمثلة الرائعة يأتي من شركة فلييم سيستم (FLAIM Systems) الأسترالية، دمرت حرائق الغابات أستراليا في السنوات الأخيرة، وكذلك أجزاء من أمريكا
الآن، تستخدم بعض إدارات مكافحة الحرائق في أستراليا والولايات المتحدة (بالإضافة إلى المملكة المتحدة وهولندا ودول أخرى حول العالم) فلم لتدريب رجال الإطفاء، تغمر تقنية الواقع الافتراضي رجال الإطفاء في سيناريوهات افتراضية خطيرة للغاية أو يصعب إعادة إنشائها في العالم الحقيقي – بما في ذلك حرائق الغابات وحرائق الطائرات
بشكل مثير للدهشة، تقوم تقنية الواقع الافتراضي (VR) بإخراج كل النار والدخان والماء ورغوة إطفاء الحريق بالإضافة إلى الحرارة، بفضل بدلة الحرارة الخاصة التي يمكنها تسخين رجل الإطفاء حتى حوالي 100 درجة مئوية (212 فهرنهايت)، اعتماداً على قربهم من النيران الافتراضية، حتى أن النظام يكرر القوة القوية التي يشعر بها رجال الإطفاء من خرطوم المياه.
تعزيز تجربة التعلم مدى الحياة
مهما كان ما تريد تعلمه في حياتك اليومية، يمكن للواقع المعزز أو الواقع الافتراضي تحسين التجربة، خذ الخطابة كمثال، ابتكر فيرتشوال سبيتش (Virtual Speech) مزود VR الحائز على جائزة، أداة VR لمساعدة الأشخاص على ممارسة الخطابة العامة بطريقة أكثر غامرة وواقعية.
سواء كنت ترغب في إتقان التحدث أمام جمهور كبير، أو أن تصبح أكثر ثقة في إعدادات الشبكات، أو ببساطة تقديم عروض وعروض تقديمية أفضل لجماهير أصغر، يمكن لدورات التعلم الإلكتروني VR من VirtualSpeech أن تساعدك
بعد ارتداء سماعة رأس VR (تذكر أن هذه قد تكون غير مكلفة للغاية)، ستجد نفسك أمام جمهور محاكاة (هناك مجموعة من أحجام الجمهور للاختيار من بينها) يمكنك بعد ذلك التدرب على خطابك أو عرضك التقديمي (باستخدام شرائح العرض التقديمي الحقيقية، إذا كنت تريد)، والحصول على تعليقات في الوقت الفعلي على إيصالك للمعلومات، ومراقبة تحسنك بمرور الوقت، يمكن حتى
استخدام الأداة من قبل الشركات لتدريب فرقهم، مثير للإعجاب 95 بالمائة من مستخدمي برنامج فيرتشوال سبيتش قال إن التدريب في الواقع الافتراضي ساعدهم على الاستعداد بشكل أفضل لمواقف العالم الحقيقي.
من المدرسة الابتدائية حتى المستوى الجامعي، في التعلم مدى الحياة والتدريب المؤسسي، تتمتع تقنيات الواقع الممتد بالقدرة على جعل التعلم أكثر فاعلية وجاذبية وأكثر ملاءمة لعالم اليوم الذي يحركه التكنولوجيا.
اقرأ المزيد عن الواقع الممتد في كتابي الجديد، الواقع الممتد في الممارسة: أكثر من 100 طريقة مذهلة للواقع الافتراضي والمعزز والمختلط لتغيير الأعمال والمجتمع، إنها مليئة بأمثلة من العالم الحقيقي من التعليم والعديد من الصناعات الأخرى.
المرجع: https://bit.ly/3CrhOfb
نرجمة: ليال مريشة
إخراج وتدقيق: عشتار الرصيص – إلهام عيسى
تصميم: عدنان الخطيب