كيف توجد بيئة تعليمية إيجابية للعام الدراسي؟

محتويات المقال

مع العودة إلى المدرسة هذا العام، من المهم إنشاء بيئة تعليمية إيجابية لطلابك وبيئة مواتية لرفاهك أيضًا!

لطالما عرف المعلمون أن خلق بيئة إيجابية هو أمر ضروري لمساعدة الطلاب على التعلم والتقدم. بدءاً من التخطيط للأنشطة الممتعة والمطالبات الكتابية التي تعزز الإيجابية، إلى تعليم الطلاب استخدام الكلمات الإيجابية عند التحدث إلى الآخرين، لقد أصبحت النظرة الإيجابية جزءًا لا يتجزأ من بنية الفصل الدراسي.

كمدرسين، نحتاج إلى التأكد من استعدادنا لأي شيء. إليك بعض النصائح.

بناء علاقات إيجابية عبر التواصل

 كما تعلم، فإن بناء علاقات إيجابية مع طلابك (وكذلك مع أولياء أمورهم) هو جزء لا يتجزأ من خلق بيئة منتجة بهدف التعلم والنمو الشخصي.

التواصل مع كل من الطلاب وأولياء الأمور

يتوجب عليك تقديم معلومات محدَّثة بانتظام حول ما هو متوقع من الطلاب وذويهم. يمكن أن تتغير بعض الأمور في لحظة ما وقد يتعين عليك تعديل الخطط المتعلقة بالدروس أو عمل طلابك بشكل سريع. للتأكد من وجود الجميع على نفس الصفحة، تأكد من إرسال معلومات حول المستجدات إلى الأشخاص المعنيين في الوقت المناسب.

اجعل المعلومات المهمة متاحة للوصول إليها على الدوام قدر الإمكان. انشر الإعلانات في الفصل الدراسي، وفكر باستخدام تنسيقات متعددة للتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور حتى لا يتم تفويت المعلومات المهمة.  انشر نفس المعلومات على المنصات عبر الإنترنت بحسب الحاجة، وتأكد من إمكانية الوصول إليك من خلال التزويد بعنوان بريدك الإلكتروني ورقم هاتفك مع كل عملية تواصل.

تفاعل مع طلابك على المستوى الشخصي

 على الرغم من أنك بحاجة إلى بناء قواعد روتينية وتنفيذ تقنيات إدارة الفصل الدراسي منذ البداية، فلا داعي للبدء بمحتوى منهجك الدراسي على الفور. امنح الوقت الكافي للتعرف على طلابك كأفراد أولاً. فكلما فهمت اهتماماتهم ونقاط قوتهم وضعفهم وتحدياتهم الشخصية بشكل أفضل، كلما زادت فعاليتك في تطوير علاقة إيجابية معهم، تدوم طوال العام.

اكتشف أفضل طريقة للتفاعل مع كل طالب على حدة، باعتماد حس الفكاهة أو وسائل التكنولوجيا أو غيرها من الاستراتيجيات الإبداعية لتقديم المعلومات التي قد لا تستطيع جذب انتباههم بدونها. استمتع بها، وساعد الطلاب على التعرف على بعضهم البعض من خلال كسر الحواجز بينهم أو جعلهم يتبادلون الرسائل.

ستساعدك الاجتماعات الفردية على إظهار اهتمامك بهم وستبني الثقة والتفهم اللذين ستحتاجهما للمساعدة في إرشادهم خلال رحلتهم التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، ستساعدك في الحفاظ على انخراط الطلاب وتعزيز الروابط بين المعلم والطالب.

تشجيع المناقشة في الفصل والتفاعل بين الأقران
تشجيع المناقشة في الفصل والتفاعل بين الأقران

تشجيع المناقشة في الفصل والتفاعل بين الأقران

 قم بعقد اجتماعات صفية منتظمة للاطمئنان على جميع الطلاب وتشجيعهم أيضاً على التعبير عن أنفسهم بشكل بنّاء. عزّز التفاعل الإيجابي بين طلابك. أتح لهم مشاركة مشاعرهم، وشجعهم على الاستماع إلى بعضهم البعض، وتقديم الإطراءات والإعراب عن الامتنان، والقيام بحل المشكلات سويةً.

 كمدرّسين، يمكننا طرح الموضوعات والمساعدة على بدء المناقشات، ولكن لندع الطلاب بعد ذلك يقومون بتوجيه سير المحادثة.  ستعرف الكثير عنهم بمجرد الاستماع!  ستحتاج أيضًا إلى إنشاء مجموعات لمساعدة الطلاب على تعلم التعاون وعقد اجتماعات جماعية منتظمة، بذلك، قد تجد أن بعض الطلاب أكثر انتباهاً في هذه المجموعات الأصغر، وستكون قادرًا على تقديم المزيد من المساعدة والاهتمام لأولئك الذين بحاجة إليها.

البقاء على اتصال مع الطلاب

 إن التأكد من إمكانية الطلاب من التواصل معك ومع بعضهم البعض بأي طريقة هو أمر في غاية الأهمية. أنت بحاجة إلى أن تكون ودودًا لتلقي الأسئلة، سواء كان ذلك خلال اليوم الدراسي أو إذا احتاج طلابك إلى إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني لك لطرح أسئلة خلال فترة المساء.

للتوضيح، يجب ألا يشعر الطلاب وأولياء أمورهم بالرهبة عند طرح الأسئلة عليك، بما أنك قد انشأت بيئة مساعدة أصلاً لا يُهمل فيها أي طالب.

ابتكر مشاريع تجذب حماس طلابك

 من الطرق السهلة للمحافظة على انخراط طلابك وحماسهم للتعلم هو الإتيان بمشاريع ممتعة ومفيدة معاً، على سبيل المثال، تأليف كتاب مدرسي. إذا كنت ترغب في إشراك الطلاب وإثارة حماستهم للكتابة، دعهم يشاهدون عملهم وأسمائهم مطبوعة في كتاب مدرسي مؤلف بطريقة تعاونية.

 يعمل هذا المشروع على تعريف الكتّاب الشباب بعملية الكتابة وبناء الثقة في مهاراتهم.  كما أنه يعزز العمل الجماعي ويشجع الإبداع ويخلق تذكاراً لفصلك الدراسي.

اخلق شعوراً بالنظام والروتين
اخلق شعوراً بالنظام والروتين

اخلق شعوراً بالنظام والروتين

 هناك طريقة رائعة لبناء شعور سليم بالنظام والروتين وهي توجيه التحية لطلابك بنفس الأسلوب كل يوم.  يمكنك الترحيب بطلابك عند باب فصلك الدراسي كل يوم عند مسافة مناسبة والمبادرة بضرب كفك بكف كل واحد منهم للتحية بحماس.  دعهم يعرفون أن أمر كل واحد منهم مهم بالنسبة إليك. كما ويمكنك أن تعبر عن اهتمامك من خلال إجراء تواصل فردي مع كل منهم.

اشرح لهم أنه بغض النظر عما حدث من قبل، ستكون متواجدًا في بداية كل يوم من أيام المدرسة لتنظر في أعينهم وتتمنى لهم صباحًا سعيدًا، وأخبرهم أنك تتوقع أيضاً ذلك منهم بالمثل.

يساعد بناء القواعد الروتينية في الحفاظ على الشعور بالنظام في الفصل الدراسي. توفر القواعد الروتينية للطلاب أساساً متيناً للانطلاق منه وهيكلاً يساعدهم على التحرك بحيوية خلال يومهم. بالإضافة لذلك، يمكنك إنشاء إجراءات وأنشطة روتينية على مدار اليوم الدراسي وحتى خلال الأوقات الانتقالية.

 لبناء قواعد روتينية يمكن لطلابك الالتزام بها، ابدأ بشرح كل روتين وسبب أهميته.  دع طلابك يعرفون بالضبط ماهية ما سيفعلونه، بالإضافة إلى ما هو متوقع منهم. بعد ذلك، دعهم يقومون بتطبيق الروتين المحدد باستخدام النماذج والعروض التوضيحية.

 أخيراً، بمجرد أن يفهم طلاب فصلك الدراسي الروتين الجديد، اجعل هذا الروتين جزءًا من جدولك اليومي. وفي حال وجدت أن طلابك يواجهون صعوبة في تذكر روتين ما بمجرد عودتهم من فاصل الاستراحة، كن مرنًا في مراجعة هذا الروتين وفكر في إجراء تغييرات للمساعدة في تهيئة طلابك للنجاح.

تعزيز السلوك السليم بشكل إيجابي

 يفهم جميع المعلمين التحدي المستمر المتمثل في إدارة السلوك والمحافظة على يقظة الطلاب أثناء مهامهم في الفصل. كان فيما مضى فرض العقوبات القاسية جراء سوء السلوك تصرفاً شائعاً.  لكننا تعلمنا منذ ذلك الحين أن التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد أكثر فعالية بكثير لتغيير سلوك الطلاب نحو الأفضل.

 فبدلاً من التركيز على ما يفعله طلابك بشكل خاطئ وتأنيبهم امدح طلابك لما يقومون به بشكل صحيح.

بعبارة أخرى، إذا شاهدت طلابك يسيئون السلوك أو يقومون بتصرف خاطئ، احرص على شكر الطلاب الذين تشاهدهم وهم يقومون بالسلوك الصحيح، فإن قول “شكرًا لك على الاستماع” و “شكرًا على اتباع تعليماتي” و “شكراً لك على المشاركة” سيعزز هذه السلوكيات بشكل إيجابي.

اعتنِ بنفسك وحافظ على عقلية إيجابية
اعتنِ بنفسك وحافظ على عقلية إيجابية

اعتنِ بنفسك وحافظ على عقلية إيجابية

 افعل ما بوسعك للاعتناء بنفسك، عقليًا وجسديًا معًا، واجعل تفكيرك إيجابياً، حيث سيكون لحالتك الذهنية بالتأكيد تأثيراً على نوع بيئة التعلم التي تحاول خلقها لطلابك.  فإن لم تعتنِ بنفسك كما ينبغي، لن تكون قادرًا على مساعدة طلابك بشكل فعال أيضاً.

باختصار، سيكون لممارسة الرعاية الذاتية الإضافية في وقت فراغك فائدة عظيمة لك ولطلابك أيضاً. بادر بالبحث عن استراتيجيات تساعدك على التخلص من التوتر والاسترخاء، مثل ممارسة التنفس العميق، والتأمل، وإجراء مسح طبي للجسم، واسترخاء العضلات، والتمدد.

المرجع:

How to Create a Positive Learning Environment for the Upcoming School Year

ترجمة: زينة عثمان

تدقيق: نور مهنا

التصميم: خولة حسن

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Telegram
Email

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *