كيف تؤثر التقنيات التعليمية على نجاح الطلاب وخبراتهم التعليمية ؟
محتويات المقال
خلقت عمليات القتل البارزة ذات الدوافع العنصرية عام 2020 والتي استهدفت أحمد أربري وبريونا تيلور وجورج فلويد الابن حاجةً مُلحّة لمكافحة العنصرية المتجذرة والمؤسساتية لاسيما في مؤسسات التعليم العالي.
وبالمثل فقد دعَّمَ ذلك الحركة الهادفة إلى إحداث تغيير مؤسسي مدعوم بالبحوث في التعليم ما بعد الثانوي للتصدي للعنصرية والظلم وزيادة فرص التعليم المتكافئة للطلاب الذين يعاملون كأقليات.
وبهذا الصدد قام المركز القومي لبحوث التعليم عن بعد والتقدم التكنولوجي مع الجمعية التعاونية لتقنيات التربية والتعليم (DETA and WCET– The WICHE) بإجراء مراجعة للبحوث التي يُحتمل أن تُظهر ما إذا كانت تقنيات التعلم الرقمي تؤدي إلى نتائج إيجابية لفئات سكانية معينة.
وقد شارك راصدو النتائج تقريراً يبيّن أنهم كانوا يبحثون عن بيانات متفرّقة عن الطلاب الذين عُرِّفوا على أساس عرقي وعن فئات ممثلة كأقلية مثل السود أو اللاتينيين أو السكان الأصليين – ما يسميه التقرير السكان محل الاهتمام.
لم يكن العثور على البيانات سهلاً على الرغم من وجود عقود من البحث تُبيّن متى يكون التعلم الرقمي نافعاً لـ “جميع الطلاب”، وفي النهاية حددت مراجعة البحث فقط 17 دراسة قيّمة قدمت بيانات متفرّقة عن هذه الفئات.
وفقاً لأحد مؤلفي المراجعة، د. تانيا جوستن كبيرة العلماء ومديرة البحث والتطوير في مجال التعلم الرقمي في جامعة ويسكونسن ميلووكي (Wisconsin-Milwaukee and DETA)، من الهام في مكانِ ما اعتبار حدود مجموعة البحث الحالية بمثابة نقطة انطلاق.
إذ تقول: ” أشعر أنه ليس لدينا دليل فعلي عندما يتعلق الأمر بطلابنا المنتمين إلى أعراق أُخرى فيما يتعلق بالتكنولوجيا التعليمية أو التعلم الرقمي بشكل عام”، “بالنظر إلى الطريقة التي تم بها إعداد نظام البحث، فإن معظم جهودنا تركز على جميع الطلاب ولا تنظر بشكل خاص إلى الطلاب ذوي البشرة السمراء أو المنتمين إلى أعراق أخرى.”
حدٌّ آخر هو أن العديد من الدراسات تخلط بين الأدوات وكيفية استخدامها، على سبيل المثال، هناك وفرة بالدراسات المتعلّقة بدراسات موارد التعليم المفتوح على الرغم من أنها في حد ذاتها ليست تدخلاً.
وقد حرص مؤلفو الدراسة على التمييز بين عنصر الحل (على سبيل المثال الموارد التعليمية المفتوحة، التعلم التكيفي، إلخ) والتدخلات والممارسات الفعلية.
وتُقر جوستن أنه من المخيب للآمال العثور على عدد قليل جداً من الدراسات التي أظهرت “وجود تأثير إيجابي على الطلاب من الأعراق الأخرى والتي وعدت كذلك بتحسين نتائج الطلاب”، “إلا أن الخبر السار هو أنه حتى هذا العدد المحدود يشير إلى العديد من الإجراءات التي يمكن لمسؤولي الكليات والجامعات وأعضاء الهيئة التدريسية وموظفي الدعم والمتعلمين أنفسهم توظيفها للحد من العوائق، وخلق فرص جديدة، وتمكين الطلاب من النجاح.
نتائج البحث
حدد مؤلفو المراجعة نطاقات متعددة للفرص التي تُتيحُها التكنولوجيا التعليمية لدعم مشاركة الطلاب ونجاحهم في المجتمع المعني.
المناهج الشاملة ثقافياً
يرغب الطلاب في الحصول على فرص للتعبير عن هويتهم من خلال تجاربهم المعيشية فيمكن أن تنطلق المهام والنصوص الشاملة ثقافيًا من مقدمة توفر مساحة للطلاب لسرد قصة عن أنفسهم أو ثقافتهم، وتعتبر تلك بمثابة نقطة انطلاق رائعة.
علاوة على ذلك، كما لاحظ مؤلفو الدراسة، “يمكن مراجعة المناهج الدراسية عبر الجامعات، سواء أكانت خاصة بالتعلم الوسيط أم لا وذلك للتأكد من أنها شاملة ثقافياً.”

طريقة الدورة التدريبية
في ظل ظروف معينة، من المرجح أن ينجح الطلاب في الفصول المختلطة أكثر من نجاحهم وجهاً لوجه إذ يحقق الطلاب عموماً نجاحاً أكبر في كل من الطرائق المختلطة وعبر الإنترنت في الدورات التدريبية عالية المستوى المتعلقة ببرنامج شهادتهم مقارنةً بالفصول الدراسية الاختيارية أو منخفضة المستوى عبر الإنترنت وذلك فيما يخص الطلاب في الدورات التمهيدية أو الاختيارية، بينما يمكن أن تؤدي الدورات المختلطة إلى نتائج إيجابية، فإن حالة الدورات التدريبية عبر الإنترنت لوحدها تبدو أقل وضوحًا.
نظرت إحدى الدراسات في المراجعة في مقررات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) على وجه الخصوص في كلية أوربان (urban college)، وأظهرت أن “الدورات الدراسية ذات المستوى الأدنى المختلطة مع الهيكل الأعلى في التخصصات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يمكن أن تؤدي إلى نتائج طلابية أكبر”، وهنا تقول جوستن: “كنت سعيدةً حقاً برؤية هذا الدليل المدعوم بالأبحاث.”
الخصائص التعليمية والتصميم
تلتف طريقة الدورة التدريبية أو وضع التسليم حول ما يسميه التقرير “الصندوق الأسود” – تعقيد التعليمات أو التعلم أو التصميم الذي يؤثر على مدى فعالية تقنية تعليمية معينة.
تقول جوستين: “لدينا عقود من البحث والتحليلات الوصفية تخبرنا أن الإنترنت لا يسبب أي ضرر، وأنه جيد مثل وجهاً لوجه”، “ولكن ماذا يوجد في الصندوق الأسود؟ كيف تقدم المحتوى الخاص بك؟ كيف تتفاعل مع طلابك؟ كيف يتفاعلون مع بعضهم البعض؟ كيف تقيمهم؟ هذا هو المهم.”
أظهرت الدراسات في المراجعة أن الدورات التدريبية غير المتحيزة والتعاونية عبر الإنترنت يمكن أن تعزز البيئات الداعمة والمشجعة التي تقلل المنافسة وتمكن الطلاب من القدرة على المضي قدماً في وتيرتهم الخاصة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الطلاب إلى تفاعلات مع معلميهم وأقرانهم من أجل نتائج أفضل، ويتضمن ذلك توضيح التوقعات وتقديم تعليمات وأمثلة واضحة، جنباً إلى جنب مع تعليقات هادفة وفي الوقت المناسب للمراسلات والتقييمات.

خصائص مستوى الطالب
من بين التدخلات التي أدت إلى تحسين النتائج تلك التي تعد الطلاب للتعلم عبر الإنترنت، بما في ذلك الدورات التدريبية في التقنيات التعليمية، والفصول الصيفية للتحضير للتعلم التكيفي، وتحسين الوصول إلى التكنولوجيا.
أظهرت إحدى الدراسات في المراجعة مدى تأثير الإلمام بتكنولوجيا التعلم والنجاح السابق في النجاح في المستقبل. تقول جوستين أن النتيجة النهائية من ذلك هي إيجاد طرق لدعم الطلاب في الوصول إلى الحلول الرقمية واستخدامها من أجل تجارب تعليمية أفضل.
وتقول إنه عندما يواجه الطلاب صعوبة، “غالباً ما يعتقد المسؤولون أن الطلاب بحاجة إلى التواجد في الحرم الجامعي وبناء مجتمعات التعلم، ولكن في بعض الأحيان لا يكون ذلك ممكناً، إذا كان لديك عائلة في المنزل تقوم برعايتها، سواء كانت أطفالاً أو أفراداً أكبر سناً، أو إذا كانت لديك مسؤوليات وظيفية، فإن التواجد في التواريخ والأوقات المحددة في الحرم الجامعي ليس مفيداً بالضرورة، لذلك نحن بحاجة إلى توخي الحذر في إبعاد الطلاب ذوي البشرة السمراء أو من الأعراق الأخرى عن التكنولوجيا بسبب مشكلات الوصول “.

توصيات لخلق تجربة تعليمية أكثر إنصافاً
في نهاية المطاف، الهدف من تقرير (DETA) و (WCET )هو تحديد الممارسات القائمة على البحث حتى يبدأ المعلمون استخدام تقنيات التعلم في خدمة بيئات تعليمية أكثر إنصافاً للطلاب السود واللاتينيين والسكان الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ والمتضررين من الفقر، وفيما يلي عينة من توصيات التقرير.
للإداريين والموظفين
كانت إحدى التوصيات الرئيسية هي إتاحة الفرص لخلق استعداد للتعلم عبر الإنترنت الأمر الذي يبني مهارات الدراسة والفعالية الذاتية.
ولتحقيق ذلك، لا ينصح المؤلفون بالضرورة ببدء المزيد من خدمات دعم الطلاب، فتقول جوستين بدلاً من ذلك، يجب التفكير في إعادة تصور الهيكل الحالي، والتركيز على استراتيجيات الاستمرار، وإزالة الحواجز أمام التعلم، وخلق بيئة داعمة شاملة للتعليم عن بعد.
أعضاء هيئة التدريس والمعلمين
وبالمثل، يجب أن يعمل أعضاء هيئة التدريس على ضمان تمتع الطلاب بالمهارات والموارد اللازمة لاستخدام التكنولوجيا والوصول إليها، ويشمل ذلك تقييم الكفاءة الرقمية (أي أدوات الاتصال والإنتاجية والتعاون) والاستعداد للتعلم عبر الإنترنت.
يجب أن تستخدم الكلية أيضًا المزيد من الهياكل لدوراتها الهجينة أو المختلطة وأن تقوم بتصميم وتنظيم الدورات بشكل استراتيجي للأهداف والتقييمات والأنشطة.
الطلاب
يجب أن يقاوم الطلاب الأسطورة القائلة بأن الدورات عبر الإنترنت أسهل بالضرورة كما عليهم أن يختاروا الدورات عبر الإنترنت أو الدورات المختلطة بشكل انتقائي أثناء الاستفادة من خدمات الدعم التي توفرها كليتهم أو جامعتهم، بما في ذلك الوصول إلى التكنولوجيا والدورات التحضيرية التي تدعم تعلم طرق التعلم.
ملخص البحث
يتضمن التقرير العديد من التوصيات المحددة الأخرى، جنباً إلى جنب مع دعوة لمزيد من البحث في العوامل التي تؤثر على نجاح الطلاب الأقلية.
في حين أن المزيد من التمويل لهذا البحث مهم، تقول جوستين إن الحواجز الهيكلية الأخرى لها تأثير مباشر أكبر، بما في ذلك مصادر التمويل الحكومية التي لا تتطلب بيانات مصنفة حسب المجموعات الفرعية ومجلات غير المهتمة بنشرها.
وتُضيف: “هذا أمر مخيب للآمال حقاً لأننا لا نتمتع بقدر أكبر من المرونة لتضمين – وليس فقط تضمين ولكن تقريباً نحتاج – البيانات التي تظهر أن هذا التدخل يعمل مع الطلاب المعنيين “.
“في كثير من الأحيان نقول إن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل، ولكن هناك أشياء أخرى يمكن للناس القيام بها في الوقت الحالي.
كما يمكن أن تقول المجلات والحكومة إن عليك إظهار دليل على أن تدخلك لا يعمل فقط مع جميع الطلاب – بل إنه يعمل مع الطلاب من الأعراق الأخرى وغيرهم من الأقليات “.
المرجع:
HOW EDUCATIONAL TECHNOLOGIES IMPACT STUDENT SUCCESS AND EQUITABLE LEARNING EXPERIENCES
ترجمة: ليال سلمون
تدقيق: رنا السعدي
تصميم: خولة حسن
أحدث المقالات
- أهم أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى
- مستقبل العمل: دمج الذكاء الاصطناعي مع العمل الحر
- سوق العمل : 5 خطوات من أجل الدخول لسوق العمل بقوة
- رحلة التخطيط الوظيفي من الجامعة حتى المسار المهني
- كيف تختار التدريب الأكاديمي الأفضل لمسيرتك
- أسباب الرفض في المنح الدراسية، مع أفضل الحلول
- دليلك في كتابة المحتوى: أهم الأخطاء الشائعة، ونصائح لتجاوزها