يعني مصطلح التنوع العصبي أن الأفراد يعالجون المعلومات بشكل مختلف.
يعد هذا التنوع ظاهرة علمية تم استكشافها مؤخرًا، يتمتع وفقًا لها بعض الأشخاص بقدرات تعليمية مختلفة عن غيرهم.

ما هو التنوع العصبي؟

يتعلم بعض الأشخاص القيام بالإجراءات بسرعة أكبر من غيرهم ويُعرفون بالنماذج العصبية المعيارية، بينما يقوم آخرون بتحليل الأحداث بسرعة أكبر ويُعرَّفون بمصطلح التنوع العصبي، لكن المصطلح الأخير قد يحتاج إلى مزيد من التركيز على التعلم والتطوير.
الأمر ببساطة أن أدمغة بعض الناس مصمًّمة للقيام بالأشياء بشكل مختلف، لذلك يتعين على الشركات التأكد من عدم تجاهل الأشخاص ذوي التنوع العصبي عندما يتعلق الأمر بالتدريب.

كيف تقوم بإنشاء محتوى مناسب للأشخاص ذوي التنوع العصبي؟

يتعين على الشركات التأكد من عدم تجاهل الأشخاص المتنوعين عصبياً، فبفضل قدراتهم غير العادية، لديهم إمكانات هائلة لتطوير الشركة.
وينبغي عليهم أيضاً تصميم محتوى تعلُّم إلكتروني مناسب لاحتياجات مختلف المتعلِّمين.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون المحتوى المقدًّم  مكتوباً بخط Sans Serif، والذي يسهل قراءته.
غالبًا ما يواجه الموظفون المصابون باضطراب عسر القراءة مشاكل في قراءة المحتوى المكتوب بأحجام خطوط صغيرة، ومن ثم فمن الجيد تزويدهم بالقدرة على تغيير حجم النص، ويمكن أيضاً تزويدهم بمحتوى يكون فيه التباعد أكبر بين الأسطر والحروف.

غالبًا ما يمتلك الطلاب ذوي التنوع العصبي طريقة مختلفة للنظر إلى المعلومات، لذلك يجب تنظيمها بما يتناسب مع هذا الاختلاف ضمن محتوى التعلُّم الإلكتروني.
ويجب أن يتم إرفاق النص بكمية كبيرة من الصور، مما يساعدهم على فهمه حتى عندما يواجهون صعوبة في قراءته.
على سبيل المثال، يمكن للطلاب المصابين باضطراب عسر القراءة العودة بسرعة إلى القسم الذي يحتوي على الرموز الصحيحة المقترنة به.

بسبب ارتفاع معدل الأشخاص ذوي التنوّع العصبي بين سكان الولايات المتحدة، لم يعد بإمكان الشركات تجاهلهم بعد الآن، حيث أنّ 1 من كل 42 طفل يولد مصاباً بالتوحد في الولايات المتحدة الآن وفقًا لإحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
بالإضافة إلى أن معدل الإصابة مرتفع أيضًا بين الفتيات، حيث تصاب 1 من كل 189.

يجب أيضاً تدريب مسؤول الموارد البشرية في الشركة على كيفية توفير البنية التحتية المناسبة لمكان عمل الموظفين ذوي التنوع العصبي.
على سبيل المثال، بما أن الضوضاء المسبِّبة للتحفيز المفرط تشكل مشكلةً شائعة، فإن منحهم سماعات رأس يمكن أن يزيد من تركيزهم في مكان العمل.
يمكن للشركات أيضًا تدريب المدراء على تمييز الموظفين ذوي التنوع العصبي وتعزيز مشاركتهم.

تدير أنظمة SAP مثل هذا البرنامج منذ أربع سنوات، وقد أنتجت مدراء أفضل لديهم دقة لا متناهية بمعرفة حاجات الموظفين ذوي التنوع العصبي.

لماذا يعد توظيف الأشخاص ذوي التنوع العصبي مفيداً؟! 

لقد تم اكتشاف أنه في الاختبارات البرمجية، يتمتع الأشخاص ذوي التنوع العصبي بإنتاجية أعلى بنسبة 30٪ من الأشخاص العاديين .
هم أكثر ملاءمة لوظيفة اختبار البرنامج بسبب قدراتهم الكبيرة في التعرف على الأنماط.
تم التوصُّل إلى هذه النتائج عندما وظَّفت وزارة الخدمات الإنسانية الأسترالية 30 شخصًا من ذوي التنوع العصبي في هذه الأدوار.

لذلك، يمكن للشركات جني عوائد كبيرة من خلال توظيف هؤلاء الأشخاص.

ختاماً، التنوع العصبي هو طريقة للتفكير بشكل مختلف، وتوظيف الأشخاص المميزين به يمكن أن يساهم في دعم الشركة بطرق عديدة أكثر مما تعتقد.

المرجع:

?How To Design eLearning For Neurodiverse People

ترجمة: هالة سليمان
تدقيق: جودي خيربك.
تصميم: خولة حسن