دليلك لتوظيف الذكاء العاطفي في التعليم
محتويات المقال
التعليم الاجتماعي العاطفي (SEL)
هو طريقة الأطفال والكبار لكسب المعرفة والمهارات التي تؤثر على قابليتهم في إدارة العواطف والسلوك ووضع الأهداف وتحقيقها. دمج استراتيجيات التعليم الاجتماعي العاطفي تستطيع دعم التعليم امتلاك تأثير ايجابي على الانجازات الأكاديمية.
تطوير التعليم الاجتماعي العاطفي يؤثر على الطلاب في اختيارهم وممارساتهم للسلوك الإيجابي ضمن بيئة المدرسة. كما يتعلم المدرسون أكثر عن طلابهم من خلال تطبيق التعليم الاجتماعي العاطفي، ويصبحون قادرين على تحديث صفهم باستخدام نشاطات تنمي روح التحدي وتخلق فرص للمتعلمين من أجل تنمية المهارات الاجتماعية العاطفية.
يجب أن يمتلك المعلمون في جعبتهم عدد من الاستراتيجيات الفريدة في التعليم الاجتماعي العاطفي لاستخدامهم مع الطلاب.
فليست كل عمليات التعليم الاجتماعي العاطفي مثالية للطلاب، لذلك أوصيك باستخدام عدة استراتيجيات SEL لتتكامل مع التعليمات الأخرى.
فعندما قمت بتدريس طلاب المدارس الابتدائية، استطعت تطوير التعليم الاجتماعي العاطفي في ثلاثة مجالات، التواصل والتنظيم الذاتي والتقييم. حيث ساعدني ذلك في تحديد تعليماتي وقياس مدى فعالية ممارساتي.
إليك 6 استراتيجيات في التعليم الاجتماعي العاطفي هامة للمعلمين:
ارسال واستقبال توصيات
قم بجمع الطلاب في دائرة (واقفين أو جالسين) وأنهي اليوم الدراسي ببعض التواصل.
خلال هذا النشاط استخدم استراتيجية تدعى (الاعتذار والتصفيق والوعي)، حيث يشارك الطلاب عبارات مثل “أعتذر عن مقاطعة دائرة القراءة خاصتنا، أحيي زملائي في الفصل للعمل معاً في المركز التعليمي، بعد درس القراءة اليوم أعلم أنني حقاً أستمتع بالكتب عن الحيوانات “.
ينمي هذا النشاط روح المشاركة والترابط بين الطلاب.
فإذا كنت تقوم بتدريس مدرسة إعدادية أو ثانوية، يمكن عمل نشاط مشابه من خلال جلسات فردية تُقام كل ربع سنة، أو دفتر يوميات مشترك بين المعلم والطلاب، أو إتاحة بضع دقائق في نهاية الفصل الدراسي ليشارك فيها من يرغب من الطلاب أفكارهم.

الاعتراف بالعواطف
يعد تحديد المشاعر وتسميتها مهارة مهمة جدًا لنجاح الطلاب. حيث يمكن للمعلم معرفة ما يشعر به الطلاب في يومهم الدراسي من خلال تفقد كل طالب على حدا أو كامل الفصل.
– على سبيل المثال، إذا قال أحد الطلاب أنه يشعر بالقلق أو يشعر بالفضول بشأن تجربة جديدة، فقد يعطي المعلم مزيداً من الوقت إما من أجل إعادة شرح الفكرة أو ليهدأ الطالب ويقوم بالتركيز على المحتوى الأكاديمي.
إن استجابة المعلمين للمشاعر التي يشاركها الطلاب يجب أن تكون من خلال خلق مساحة لهم لاستكشاف تلك المشاعر على مدار اليوم. يمكن أن يكون هذا من خلال التفكير الفردي أو التعليمات الإستراتيجية أو من خلال مناظرة شخص لشخص، حيث يعد هذا أيضًا تمرينًا جيدًا للطلاب الذين يتدربون على تسمية مشاعرهم واتخاذ إجراءات لمعالجتها.
إن هذه الممارسات تفيد كل من المعلم والطلاب. وتقوم ببناء علاقات بين الطلاب، وتعزز كل من الثقة والتفاهم بينهم.
التأمل
ابدأ ببعض الوقت الهادئ مع كل طالب لمساعدتهم على التركيز في بقية يومهم، حيث أنه يساعد الطلاب على معرفة أنفسهم، استجماع أفكارهم والتخلص من أي ضغط أو إجهاد.
من أجل أن يكون التأمل مجدياً، يجب على المعلم إعطاء تعليمات واضحة وتقديم أمثلة على وضع الجسم وتقنيات التنفس.
عند اندماج الطالب في التأمل، قم بمنح الطلاب أساليب لمساعدتهم على التأمل، مثل التنفس العميق أو إغلاق أعينهم. هذه طريقة رائعة لتقليل التوتر وزيادة التحكم العاطفي.

أتِح مكاناً هادئاً للتركيز
يعد توفير مساحة هادئة للتفكير أمرًا ضروريًا للطلاب، في هذه المساحة، يمكن للطلاب الكتابة أو الرسم أو استخدام أدوات أخرى لمعالجة مشاعرهم وسلوكياتهم.
يمكن للمدرسين تقديم إرشادات مساعدة مثل اقتراح مواضيع للكتابة أو إعطاء فرصة للطلاب لكتابة ما يريدون.
تعد هذه المنطقة مكاناً لزيادة تركيز الطالب، وممارسة مهارات التعليم الاجتماعي العاطفي الأخرى. على سبيل المثال، أن يقوم بتحديد مشعره، وتحديد أفضل طريقة للتواصل، والتفكير في كيفية معالجة السلوك في المستقبل.
يمكن للمدرسين في هذه المساحة أن يقدموا أسئلة توجيهية أو أن يجعلوا الطلاب يشاركون بكتابة مواضيع من اختيارهم.
قياس الفعالية
يمكن تقييم فعالية التعليم الاجتماعي العاطفي بطرق مختلفة. يمكن للمدارس استخدام طريقة الاستبيانات المناخية (هي طريقة لاستبيان وجهات النظر المختلفة) لاكتساب فهم واسع لثقافة المدرسة. يمكن أن توفر الاستطلاعات أيضًا معلومات حول كيفية تطوير مهاراتSEL للأفراد.
يمكن للمدرسين أيضًا جمع بيانات محددة في الفصل الدراسي حول السلوكيات والمشاركة لتحديد كيف يتطور الطلاب. تؤدي مشاركة هذه البيانات مع معلمين آخرين إلى بناء ثقافة بين أعضاء هيئة التدريس تشجع على التعاون ومشاركة أفضل الممارسات.
يمكن للمدارس أيضًا استخدام برامج إدارة السلوك لجمع بيانات ملموسة حول مدى كفاءة تطبيق التعليم الاجتماعي العاطفي، ويمكن استخدام هذه المعلومات لإنشاء خطط إما لكل طالب على حدا أو لتحسين مهارات الفصل بأكمله فيما يتعلق بالتعليم الاجتماعي العاطفي.

الاحتفال بالنجاح
لا تساعد البيانات التي تم جمعها فقط في توضيح النقاط التي يجب أن نجري بها تغيير بل تحدد النقاط الإيجابية الموجودة لدينا، وهذه معلومات رائعة للمعلم أو القائد أثناء التخطيط لأنشطة جديدة. حيث توفر البيانات معلومات حول نجاح أي مبادرة أو مجال يمكن للطلاب أن يتطوروا فيها.
بالإضافة لذلك، مع البيانات الثقافية، هناك فرصة للاحتفال بالمكاسب. ويجب أن يستطيع المدير التعرف على المعلم القادر على زرع قيم التعلم الاجتماعي العاطفي بنجاح.
فالاحتفال بالطلاب يتم عندما يستطيعون معرفة كيفية استخدام مهارتهم وكيفية خلق بيئة تعليم إيجابية.
الطلاب الذين لديهم القدرة على تنظيم عواطفهم وسلوكهم قادرون على التفاعل بشكل أفضل مع الطلاب الآخرين والاستجابة للأنشطة المختلفة خلال يومهم، بذلك، توفر بيانات التعلم الاجتماعي العاطفي التي تم جمعها لكل من القادة والمعلمين والطلاب نظرة شاملة على مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي وتساعدهم على تحديد مجالاتهم التي تحتاج الى تطوير.
من المهم أيضًا إنشاء مساحات للطلاب لممارسة مهاراتهم كذلك.
ختاماً، التعلم الاجتماعي العاطفي هو ممارسة دائمة التطور. حيث، يمكن للطلاب والمعلمين تطوير مهاراتهم في التعلم الاجتماعي العاطفي معاً من خلال تنفيذ الاستراتيجيات المذكورة أعلاه.
المرجع:
6Social Emotional Learning Strategies for Teachers
ترجمة: ريما بصيص.
تدقيق: بدر الدين جاويش.
تصميم: خولة حسن.
جديد مقالاتنا
- أهم أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى
- مستقبل العمل: دمج الذكاء الاصطناعي مع العمل الحر
- سوق العمل : 5 خطوات من أجل الدخول لسوق العمل بقوة
- رحلة التخطيط الوظيفي من الجامعة حتى المسار المهني
- كيف تختار التدريب الأكاديمي الأفضل لمسيرتك
- أسباب الرفض في المنح الدراسية، مع أفضل الحلول
- دليلك في كتابة المحتوى: أهم الأخطاء الشائعة، ونصائح لتجاوزها