أساليب مميزة لدمج التكنولوجيا
مع التعلم القائم على المشاريع
جدول المحتويات
يركز التعلم الناجح القائم على المشاريع على استخدام التكنولوجيا إلى جانب التدريس الصفي للحصول على تعلم أعلى فعالية، لكي تضمن نجاح منهجية التدريس، عليك تنفيذ منصتك التقنية كما يجب، سنناقش في هذا المقال 7 طرق رئيسية لاستخدام التكنولوجيا بشكل فعال لدعم التدريس في الصف الدراسي.
كيف يمكن دمج التكنولوجيا من أجل تجربة ناجحة للتعلم القائم على الأعمال؟
يسعى نموذج PBL الناجح إلى تطوير نماذج من أجل تحقيق مستوى التعلم الأعمق في المدرسة والكلية عن طريق إشراك الطلاب في المشاريع، تدمج هذه الطريقة ما بين التدريس الصفي، واستخدام التكنولوجيا، ومعالجة المشاكل عبر المشاريع والتحديات الموجودة على أرض الواقع. تمثل (PBL) نقطة انطلاق من التعلم الصفي التقليدي، فهي تحتاج إلى المدارس لاستثمار الموارد في إعادة صياغة المنهاج الدراسي، وبذل جهود توعوية لدمج التحديات الموجودة على أرض الواقع وشراكات الأعمال التجارية، كما ويتطلب (PBL) الناجح استثماراً كبيراً من حيث الوقت والجهد من قبل الطلاب والمعلمين.
تكمن المخاطرة في اعتماد التعلم القائم على الأعمال والتي تمنع بعض المعلمين من تحقيق القفزة، بأن الإخفاق في تحقيق التعلم الأعمق سيكون على حساب التعلم الذي كان ممكناً في حالة الصف المدرسي التقليدي، إلا أنه توجد أدوات وتقنيات يمكن أن تحد بشكل كبير من احتمالات هذه النتيجة.
أحد الجوانب الهامة للتعلم القائم على المشاريع أنه ينبغي عليه الإبقاء على وجود الطالب في خضم تصميم عملية التعلم، ينبغي أن ينخرط الطلاب بنشاط في توجيه وإدارة الدورة التدريبية، وأن يشعروا أنهم مستثمَرون بشكل مباشر في نشاط الدورة، من المفيد أيضاً تضمين منصة تكنولوجية قادرة على إثارة فضول الطلاب بنجاح ومساعدتهم على تولي نشاط الدورة التدريبية، كما ينبغي على المنصة أن تمكّن المعلمين وأولياء الأمور من متابعة مسار تقدم طلاب الدورة بشكل فعال، تحدد مقدرة المعلمين على استخدام المنصة التكنولوجية إمكانية نجاح التعلم المدمج بشكل كبير، ولهذا السبب فإن تعزيز مقدرة المعلمين على استخدام التكنولوجيا بفعالية هو أمر بغاية الأهمية.
يمكن استخدام مقاطع الفيديو لتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا وتقديم ملاحظات راجعة قيّمة في هذا الشأن.
جاء في استبيان شمل ١٥٠٠ شخص من المعلمين والطلاب والمصممين التعليميين حول استخدام مقاطع الفيديو في التعليم :
ذكر 88% انه يعزز مستويات إنجاز الطلاب وذكر 76% بأنه يرفع معدلات الاستبقاء.
7 حلول تقنية لتطبيق منهجية تدريس ناجحة للتعلم القائم على المشاريع:
لضمان التحسن في أداء الطلاب ينبغي على (PBL) أن يكون مدعماً بتنفيذ محكم للحلول التقنية والتي من أهمها
1. نظم إدارة التعلم LMS:
يسهل نظام إدارة التعلم الجيد (LMS) على المعلمين إيصال محتوى الدورة التدريبية للطلاب بفاعلية. عند استخدام منظومة إدارة التعلم، يكون بإمكان المعلمين تحرير محتوى الدورة مع تقدم مشروع التعلم، متيحاً بذلك منهجية تدريس ذات مرونة، كما بإمكان أنظمة إدارة التعلم جمع بيانات الطلاب عبر النشاطات المختلفة، تضمن بروتوكولات معالجة بيانات الطلاب مثل (SCORM) و (Tin Can API) أن يتم تسجيل جميع نشاطات التعلم التي يتولاها الطلاب خارج الفصل الدراسي ضمن مخزن سجلات التعلم LRS، بالتالي يمكن ولوج التعلم خارج الفصل الدراسي إلى نظام إدارة التعلم عبر استخدام Tin Can API.

٢. التعلم عبر مفهوم الفصول الدراسية المقلوبة (Flipped Classroom Learning):
في هذه الطريقة، يتم تقديم التعليمات الأساسية للطلاب قبل الدخول إلى الصف عبر مقاطع الفيديو. ومن خلال هذا، سيركز النقاش الصفي بشكل أفضل على معالجة المشاكل والتفكير النقدي، محفزاً على اتخاذ مسلك التساؤل المستمر. نشر (Deslauriers) وآخرون نتائج اشتملت على 850 طالب جامعي في كلية الفيزياء في جامعة كولومبيا البريطانية حيث حصل فيها الطلاب الذين خضعوا لتقنية الفصول الدراسية التقليدية على متوسط درجات يبلغ 41% في حين حصل الطلاب المطبقين لبرنامج الفصول الدراسية المقلوبة على متوسط درجات يبلغ حوالي 74%.
٣. إجراء اختبارات عبر مقاطع الفيديو:
يمكن دمج الاختبارات المضمّنة في مقاطع الفيديو مع مقاطع الفيديو عبر الإنترنت فور مناقشة موضوع الدورة التدريبية، تقود معالجة المشاكل بعد تعريف المفاهيم مباشرة إلى احتفاظ أكبر بالمعلومات، مما يساعد الطلاب على إتقان المضمون الأساسي. تزيد الاختبارات من مقدار الوقت المخصص للطلاب في إنجاز المهمة، وتشجع تخصيص المزيد من الوقت للتدريب. وإن الاحتفاظ الأكبر بالمعلومات يعني أن النقاشات المتداولة في الفصل الدراسي ستكون مثمرة ومنتجة بشكل أكبر بكثير.
وجد Cummins وآخرون في جامعة كامبريدج أن المشاركة كانت بنسبة 71% مع الأسئلة المضمنة بمقاطع الفيديو بمعدل سؤال واحد في كل 8.7 دقائق من مقطع الفيديو.
4. تحليلات الطالب والعرض المرئي للبيانات:
يجب إيصال بيانات الطلاب إلى المعلمين والطلاب وأولياء الأمور بوضوح، بحيث يتم اكتساب الأفكار القابلة للتنفيذ للملاحظات الراجعة الخاصة بالدورة التدريبية، يعد التواصل الفعال أحد أهم الخطوات اللازمة لضمان نجاح تجربة التعلم القائم على المشاريع.

5. تطبيق التلعيب على الدورة التدريبية (Gamification Course):
وهي تقنية يتم من خلالها تحديد نقاط للطلاب بناء على النشاطات المنجزة ضمن الدورة التدريبية. بناء على أنظمة النقاط، يتم تحديد مستويات أو مواقع الطلاب على لوحات المتصدرين، تقوي هذه العملية بشكل أساسي من رغبة الطالب بالتواصل الاجتماعي والتنافس والإنجاز والحصول على المركز.
للمزيد حول تطبيق (Gamification) يمكنك قراءة مقال: هل سمعت بالتلعيب وفوائده على التعليم الالكتروني؟
6. مقاطع الفيديو للرسوم المتحركة على السبورة البيضاء (Whiteboard Animation Videos):
وهي وسيلة رائعة لشرح المفاهيم المعقدة للطلاب. تساعد الاشارات اللفظية في مقطع الفيديو في إرشاد الطالب عبر هذه المفاهيم، بينما يمكّنهم الجزء المرئي من خلق خارطة من المعلومات الجديدة، تتضمن الأدوات التي يمكن استخدامها للرسوم المتحركة على السبورة البيضاء كل من برنامج Video Scribe وبرنامج Adobe After Effects.

7. تدريب المدرسين والطلاب على استخدام البرمجيات:
يعد تسجيل الشاشة (Screencasting) وهو تسجيل رقمي لخرج شاشة الحاسوب، كما يعرف أيضا التقاط فيديو للشاشة ويحتوي في الغالب على حديث صوتي) طريقة رائعة لتدريب الطلاب والمدرسين على استخدام البرمجيات من أجل التعلم عبر الإنترنت. في تسجيل الشاشة، يتم إعطاء التعليمات للطلاب مع مقطع فيديو لشاشة الحاسوب، وهذا يوجه الطلاب حول كيفية استخدام البرمجيات وأدوات الحاسوب. كما يمتاز تسجيل الشاشة بأنه فعال جداً من حيث التكلفة، بحيث تحتاج فقط لإضافة ملف صوتي إضافة إلى تسجيل الشاشة لإثبات استخدام الحاسوب. تتوافر بعض أدوات تسجيل الشاشة المجانية على الانترنت مثل (Ezvid) و (Screener) بينما تتيح برمجيات تحرير مقاطع الفيديو الاحترافية مثل (Screenflow) و (Camtasia) للمستخدمين إضافة تعليق صوتي ونَص إلى مقطع فيديو تسجيل شاشة.
الخلاصة:
ذكر (John Hattie) خلال تحليل منهجيات وأساليب التعليم المختلفة في كتابه “التعلم المرئي” ما يلي حول استخدام التكنولوجيا في التعلم:
“باعتقادي الخاص، أنه مثل العديد من الابتكارات البنيوية في التعليم، بإمكان الحواسيب أن ترفع من إمكانيات التعلم، لكن ليس ثمة علاقة لازمة بين امتلاك الحواسيب، واستخدامها، وحصيلة عملية التعلم”.
وهكذا كانت فكرة هذا المقال بلورة الطريقة التي ينبغي بها تسخير فكرة تضافر التقنيات بشكل فعال، لضمان تجربة ناجحة للتعلم القائم على المشاريع.
المرجع: https://bit.ly/3j1WmVl
ترجمة: نور مهنا.
إخراج وتدقيق: غـنى محمـد.