فوائد الميتافيرس على التعليم الالكتروني

من المعلوم أن ميتافيرس هو المصطلح الشهير والجديد حالياً في عالم التكنولوجيا والذي سيعمل على تمكين التعلم الإلكتروني.، حيث يمكننا عبر إدخال تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في تطبيقات التعلم الإلكتروني أن نخطو خطوة أقرب نحو الميتافيرس.

كيف يمكن لميتافيرس تغيير مجال التعلم الإلكتروني؟

لطالما كان التعلم المادي محتكراً لبيئة تعلم الطلاب والمعلمين في جميع أنحاء العالم لكن بعد الوباء، انطلق التعلم الرقمي ووصل إلى غالبية المؤسسات، محولاً نموذج التعلم التقليدي إلى نموذج تعلم أكثر اعتماداً على التكنولوجيا.

بفضل الذكاء الاصطناعي، أسست كل من تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) قاعدتهما الصلبة، وهما مهيئتان لتحويل العالم المادي إلى فضاء افتراضي. عند التحدث عن تقنيات وتطبيقات AR وVR، فإن تحديث فيس بوك إلى ميتا يحدث ضجة في قطاع صناعة التكنولوجيا، وهنا ينبثق السؤال الجوهري:

ما هو ميتافيرس؟

شكل إعلان مارك زوكربرغ الأخير عن ميتافيرس إلى العالم رغبة عند كل شخص يعمل في مجال التقنيات لفهم المزيد حول هذا المصطلح. إن ميتافيرس عبارة عن محيط افتراضي واجتماعي حيث يمكن للمستخدمين ابتكار شخصيات آفاتار الرمزية الخاصة بهم، وإضفاء الطابع الشخصي عليها، وتأدية النشاطات التي يمارسونها في الحياة الواقعية.

يقوم فيس بوك بتحويل ذاته إلى ميتا بسبب جاهزية خلق محيط افتراضي اجتماعي يركز بالكامل على التعاملات الرقمية، ولا يقتصر ذلك على فيس بوك فقط، وإنما أيضاً شركات مثل: Microsoft- Epic Games- Nvidia التي تقوم بدورها في إعداد تقنيات وتطبيقات للترويج عن الواقع الافتراضي. بما أن ميتافيرس ليس وليد مشروع عمره سنتين، مازالت تعمل الشركات على تطوير تقنيات ثابتة ومتطورة يمكن للتطبيقات العمل من خلالها. مع ذلك، لدينا حالياً بالفعل بعض التقنيات الداعمة للأفكار الواقفة وراء مشروع ميتافيرس.

تقنيات تمكين ميتافيرس

تقنيات تمكين ميتافيرس:

لقد استثمر ميتا ١٠ بليون دولار في تقنيات VR وAR القابلة للارتداء مما يوضح أهميتها بالنسبة إلى ميتافيرس.

١.الواقع الافتراضي VR:

الواقع الافتراضي هو بيئة منشأة بواسطة الحاسوب، حيث يشعر المستخدمون بأنهم في العالم الواقعي حتى لو كان تفاعلهم في العالم الافتراضي. تعد صناعة ألعاب الفيديو واحدة من أبرز الأمثلة عن الواقع الافتراضي حيث يرتدي اللاعبون سماعات رأس ونظارات افتراضية لإدخالهم في أجواء عالم الألعاب الافتراضي. يمكن للاعبين أن يضربوا، ويركضوا، ويشعروا بجميع النشاطات المصورة في قصة اللعبة.

٢. الواقع المعززAR:

يخلق الواقع المعزز صور وكائنات في بيئة طبيعية حيث تتفاعل الكائنات مع العالم، تعد لعبة بوكيمون غو (Pokémon GO) مثالاً ممتازاً عن ألعاب الواقع المعزز حيث تتفاعل البوكيمونات مع العالم الحقيقي، وكذلك اللاعبون الذين يمارسون اللعبة. تعد تقنية التصوير المجسم الثلاثية الأبعاد مثالاً آخر على تقنيات الواقع المعزز حيث يتم تشكل طبقة ثلاثية الأبعاد من خلال عملية التعرف على الصور واستكشافها. وهذا يتيح بالتالي تجربة فيديو أجود، وبثاً حياً مباشراً، ويدعم منصات التعلم الإلكتروني بعرض مرئي ثلاثي الأبعاد.

إلى جانب تقنيات وتطبيقات العالم المعزز والافتراضي يتضمن ميتافيرس مزايا معينة تفتح بدورها فرصاً جديدة أمام الناس.

مزايا ميتافيرس

مزايا ميتافيرس:

 يتمتع ميتافيرس بالعديد من المزايا التي يمكنه تقديمها للناس بسبب تركيزه على تقريب الواقع الافتراضي من التجربة الفعلية.

إنه عالم بلا حدود:

يشابه الإطار الرقمي لعالم ميتا العالم الحقيقي الذي نواجهه يومياً. ففي ألعاب الفيديو، يختبر اللاعبون البناء، والقيادة، والرمي، وأداء القصص، ومحاكاة حياة شخصيات اللعبة. توفر الألعاب مثل GTA 5  محاكاة آنية للاعبين، لكن لا يستطيع اللاعبون تحسس أو لمس البيئة الحقيقة للعبة.

سيشعر اللاعبون مع ميتافيرس بالعالم الافتراضي الثلاثي الأبعاد، حيث بإمكانهم التجول، وأداء العديد من الأنشطة.

معالجة تحديات العمل عن بعد:

في ظل الوباء، لجأ معظم الأشخاص العاملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى العمل من المنزل. إلا أن هذا افتقد إلى تفاعلات الحياة الحقيقية عند الموظفين وأصحاب الوظائف. لكن بفضل تطبيقات ميتافيرس، يمكن للمدراء التواصل مع موظفيهم كما في العالم الحقيقي، مع البقاء في عالم افتراضي. وبالمثل، يمكن للأطباء التواصل مع مرضاهم افتراضياً أيضاً.

فرص جديدة للأعمال التجارية والمسوقين:

يعمل ميتا على تطوير نسخة أفضل من منصات وسائط التواصل الاجتماعي، مما سيفتح الفرص أيضاً أمام الأعمال التجارية والمسوقين.

بإمكان الشركات توفير تواصل آني للعملاء لتجريب ملابس وإكسسوارات مختلفة على شخصياتهم الرمزية أو ما يسمى بأفاتار، مما يقرب الواقع الافتراضي أكثر إلى الحياة الواقعية.

 

كيف يمكن لميتافيرس أن يخدم التعلم الإلكتروني؟

لقد رأينا كيف يمكن أن يخدم ميتافيرس الأعمال التجارية والمسوقين ولا شك أن ميتافيرس سيخدم بالمثل مجال التعلم الإلكتروني.

 تجربة تعلم إلكتروني وعالم تسلية أفضل:

يستمتع الطالب بالتعلم عبر هاتفه الذكي أكثر من الكتاب في العصر الحديث. يمكن لتطبيقات ميتافيرس إنشاء مساحة افتراضية يمكن للطلاب فيها المشي، وكتابة الملاحظات والتواصل مع الطلاب الآخرين، مما يعكس تحولاً في التعلم الإلكتروني.

كما بإمكانهم ممارسة الألعاب في عالم افتراضي يشابه الواقع إلى حد كبير. إضافة إلى هذا، بإمكان الطلاب أيضاً عبر التطبيقات المقترحة تغيير ملابسهم وتسريحات شعرهم وتعابيرهم من بين شتى الخيارات المتاحة.

. تقديم أفضل الرسوم التوضيحية من قبل المعلمين للطلاب:

يستخدم المدربون تطبيقات مكالمات الفيديو على نطاق واسع، لكنهم ليسوا قادرين على تقديم شرح مناسب لأشياء الحياة الواقعية من خلالها. يمكن للمدربين بفضل تقنيات الواقع المعزز عرض مثل هذه الرسوم التوضيحية بشكل فعال لطلابهم. على سبيل المثال، إذا أراد معلم أن يشرح أجزاء سيارة، بإمكانه استخدام تطبيقات التصوير المجسم الثلاثي الأبعاد لتجسيد صورة ثلاثية الأبعاد وسيحظى الطلاب بفهم أفضل للتجارب العلمية والرياضية.

 إتاحة تواصل أفضل بين الأهالي والمعلمين:

يتيح ميتافيرس تقديم المساعدة للأهالي فيما يتعلق بأداء أطفالهم في مؤسسات كالمدارس. إذ يمكن للأهل حضور فصول الطلاب الدراسية والتأكد من جودة التعليم المقدم في المؤسسة التعليمية إضافة أيضاً إلى التواصل مع المعلمين من أماكن بعيدة والنظر في نوعية الألعاب التي يمارسها أطفالهم عبر تطبيقات الواقع الافتراضي. وبالمثل، يمكن أيضاً للأهالي ترتيب اجتماعات منتظمة مع المعلمين والتخطيط لتوفير أفضل تعلم إلكتروني لأطفالهم.

 إتاحة موارد تعليمية أفضل مع عروض مرئية ثلاثية الأبعاد:

مع استخدام ميتافيرس، ستكون الموارد الموفرة للفهم والإدراك بجودة أفضل من خلال المرئيات الثلاثية الأبعاد. يمكن جعل الكتب مدعومة بتقنية الواقع الافتراضي وبإمكان الطلاب التعمق في الكتب، وسماع النصوص وتصوير الرسوم البيانية بتنسيق ثلاثي الأبعاد. أما بالنسبة للموضوعات التاريخية، بإمكان VR عرض مقاطع فيديو متحركة للطلاب لتحسين التعلم.

 

الاختبارات:

يمكن للاختبارات أن تكون أكثر تفاعلية بحال دمجها مع تطبيقات ميتافيرس. على سبيل المثال، يمكن جعل أسئلة الاختبارات تفاعلية وتزويد الطلاب بدراسات حالات إفرادية محددة ستشعرهم بالقرب من الواقع رغم أنها افتراضية، وبهذه الطريقة سيكون بإمكان ميتافيرس صياغة موارد تعليمية مقرباً إياها إلى الواقع وجاعلاً مجال التعلم الإلكتروني بصورة أفضل.

الخلاصة:

تنتهج حالياً تطبيقات التعلم الإلكتروني نمط التعلم المتحول من الشكل غير المتصل بالإنترنت إلى الشكل المتصل بالإنترنت. يمكننا من خلال دمج تقنيات AR وVR في هذه التطبيقات أن نخطو خطوة أقرب باتجاه تصميم ميتافيرس. سيستغرق الأمر ما يقارب عقداً من الزمن لتحويل مجال التعلم الإلكتروني إلى ميتافيرس.

المرجع:https://bit.ly/3MAPEmH

ترجمة: نور مهنا.

إخراج وتدقيق: ليال سلمون – غنى محمد.

تصميم: عدنان الخطيب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *